صيغة الشمري
تقف مملكتنا اليوم شامخة، وكتاب تاريخها يحكي بطولات سطرت، وشملاً التأم قبل 88 عاماً، ويروي لنا كيف كانت، وأين تقف الآن.. وأي وقفة يقودها شباب متسلحون بقوة الفكر والعلم، والعزيمة التي من شأنها دفع السعودية للسير في المقدمة، تتبعها بقية الدول.
مملكة الوطن المتجدد تقفز فوق المستحيل لتلامس سحب الطموحات، فيروي غيثها أجيال ترنو إلى مستقبل مثالي، وبلد غني بخيراته وسياحة يتحدث عنها العالم، فنيوم قادمة والقدية ستكون حاضرة، وعروس البحر الأحمر في تطور مستمر.
الكل متوثب للانطلاق في ماراثون التطور، في ظل الرعاية والاهتمام من قبل القيادة الرشيدة، التي لا هم لها سوى وضع السعودية ضمن أعظم دول العالم في مختلف المجالات، ووضعت رؤية 2030 لتحقيق المبتغى، وجاء اليوم الوطني الـ88 ليحفز الأجيال الحالية للسير في طريق الأسلاف الذين لم يبخلوا بالمال والجهد والفكر لخدمة الوطن الغالي.
الاحتفال بهذا اليوم لن يكون عادياً لما طرأ على المملكة من تحولات جذرية في الفترة الأخيرة، فهو احتفال بجنود بواسل يحمون الأرض والعرض، وبنساء تبوأن مناصب قيادية في مجالات عدة بفضل الدعم الذي وجدنه من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، عراب الرؤية، وقائد نهضة الشباب وملهمهم الأول، كما أنه احتفال بتقدم بعض الجامعات السعودية في التصنيف العالمي ودخولها قائمة الـ200 الأفضل.
ولأن النجاح لا يتجزأ والفرحة لا تكون بـ»التقسيط»، فحري بنا أن نسعد بتحسن اقتصادنا بعيداً عن عائدات النفط، وإن كانت التوقعات تشير إلى زيادة هذه العائدات بنسبة 80% بحلول العام 2023، ليكون الوضع أفضل حينها، وربما قبل ذلك بفضل الوجهات السياحية المتعددة التي أطلقت أخيراً ويجري العمل فيها.
وعندما تهل ذكرى اليوم الوطني للمملكة لا بد من الوقوف عند الدور الكبير الذي تلعبه السعودية في السلام العالمي، ما يجعلها عرابة سلام تجمع الفرقاء وتقوي أواصر المحبة والتسامح بين المتناحرين، وآخر مبادراتها كانت اتفاقية جدة للسلام بين إثيوبيا وإريتريا، وجيبوتي وأريتريا بعد قطيعة دامت لعشر سنوات.
88 عاماً والتحدى يزيدنا إصراراً في أن تعتلي المملكة قمة العالم، ويرفع أبناؤها هاماتهم عالية شامخة، مرددين «ارفع رأسك أنت سعودي»، بنبرة اعتزاز وليس تكبر، باحترام الآخر، وتقدير العلاقات وبناء جسور حب وسلام توصل إلى عالم خالٍ من النزاعات مليء بالإنسانية وحب الخير.