الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي الرسول الأمين وعلى آله أجمعين والتابعين، لقد شاءت قدرة الخالق عز وجل لهذه البلاد العزيزة ومنذ فجر التاريخ أن تتميز بمكانة رفيعة ولله الحمد لكونها قبلة المسلمين ومنطلق هذه الرسالة العظيمة وهذه البلاد قبلة الإسلام وفيها مأوى رسول البشرية وعلى ترابها الطاهر بدأت دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لنشر الإسلام في شتى أنحاء المعمورة ليكون أهلها هم أهل التوحيد، وتمر الأيام والسنون لتبدأ فصول الملحمة التاريخية الكبرى التي سطر أول كلمة فيها المؤسس الباني الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود -يرحمه الله- وهي كلمة التوحيد التي كانت وستظل بمشيئة الله شعاراً لهذا الوطن ونجح المؤسس الباني بقوة واقتدار أن يقود مسيرة أمة ويحدث أكبر وأشمل نهضة في تاريخه جعلته رحمه الله قائداً وطنياً خالداً ليس في هذه البلاد وحسب، بل إن له مكانة رفيعة في التاريخ البشري كشخصية قيادية وكرائد من رواد الشعوب له إنجازات عظيمة ومواقف لا تنسى، وخاصة في نصرة الدين الإسلامي وتفانيه بخدمة دينه ووطنه وأمته وجهاده المخلص في تأسيس دولته التي أقامها على ثرى أطهر البقاع وأقدسها حيث أختط بثاقب فكره لبلده وأمته منهجاً خالداً أستمد أسسه وركائزه من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف والمبادئ السامية ليكون هذا المنهج العظيم أساساً قوياً لهذه البلاد منذ ذلك التاريخ وحتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز الذي أعد خططا اقتصادية وأشرف على تنفيذها ليسجل الاقتصاد السعودي نقلة قوية على أسس ومعايير عالمية حازت على إعجاب ورضى العالم ولعلنا نعايش في هذه الفترة أبعاد هذه النقلة حيث تعتمد بلادنا سياسة تنوع مصادر الدخل من خلال تفعيل خطط التحول الوطني ورؤية2030 والتي سيكون لها أكبر الأثر في تطوير وتحديث أداء الوطن بمشيئة الله وبهذه المناسبة أتذكر بإعجاب شديد مسيرة التنمية الشاملة التي وضع لبناتها الأولى المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله الذي أبدى حرصه الشديد على تحقيق كل ما من شأنه رقي الوطن ورفاهية المواطن وخدمته وهو نهج سار عليه من بعده أبنائه الكرام حتى هذا العهد الزاهر الميمون حيث يواصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبالعزيز ولي العهد ومهندس الرؤية المستقبلية التي سيكون لها أكبر التأثير الإيجابي على المملكة.
ومع إشراقة ذكرى اليوم الوطني المجيد تواصل قيادتنا السير بنا بثبات لتحقيق المزيد من الإنجازات الخالدة حتى نؤكد للعالم أن ملحمة العطاء والنماء تتواصل مع التأكيد على الثوابت الراسخة في هذا الوطن الغالي.
وفي هذه المناسبة لا بد أن نتذكر أن الانطلاقة الأولى لمؤسس هذا الكيان كانت نقلة هامة في حياة شعب الجزيرة العربية ومعها بدأت مرحلة جديدة لا زلنا نعيش في أجوائها مع تواصل مسيرة البناء حتى أصبحت بلادنا قبلة للجميع في شتى المجالات، أصبحت المملكة العربية السعودية بفضل الله ثم بفضل قيادتها التاريخية من الدول التي يشار إليها بالبنان وتعتبر تجربتها مكان تقدير الجميع لما حققته من إنجازات كبيرة في فترة زمنية وجيزة.
وأخيراً وليس آخرا، ونحن نعيش هذه الذكرى لا بد وأن نترحم على المؤسس الذي حقق لنا ما نحن فيه ونسأل الله جلت قدرته أن يديم علينا النعم الكثيرة التي أكرمنا بها وأن يحفظ لنا قيادتنا ويديم أمننا واستقرارنا والحمد لله من قبل ومن بعد.
** **
المهندس قاسم عبد الغني الميمني - الرئيس التنفيذي لشركة طيبة القابضة