د. خيرية السقاف
يحق لنا أن نحتفي بالوطن في يومه هذا..
مذ ضرب المؤسس الفذ بأطناب الوتد, وأعلاه في عين الشمس..
أعلى السارية فوق شرقه لغربه, لشماله, لجنوبه..
جمع الطيوف بألوانها, وأفكارها..
نسج الكفوف لُحمة في معصم, وشدَّ العزائم أعضادًا في جسد..
قال للثرى تَـوحَّدْ, وللماء تمدَّدْ, وللعَلم تمَجَّدْ, وللهدف تأكَّدْ, وللهوية ها أنتِ, وللانتماء
هكذا تكون..
مذ سالت أحبار الصحف بزخم كل ذلك, وأُشرعت الأبواب للعمل, والمدارس للعلم..
ودارت المطابع للثقافة, والوعي, وانتصر العلم على الجهل, وتفوق التطوير على اليسير, ونبعت الأرض بخيراتها, ومضت السنون بقادتها, وتحول الخام لمال, لغذاء, لبناء, لإنجاز, واتسعت أسوار الجهات, وعمت كل الخيرات, وقرب البعيد, وامتزج بالجديد, ونما الزهيد, وزخت العقول, ونافت الغصون, وتدلت الثمار, وقُطِفت النتائج..
وحتى اللحظة بثواني سنواته النائفة عن الثمانين, بشاهق بنيانه, وواسع طموحاته, وثري مكاسبه, وندي جداوله, وقوة سواعده..
هذا الوطن..
وهو يسابق الزمن, يتخطى العقبات, يدحر الصعوبات, يجدد الأمنيات..
يتزعَّم القيادات, يرخي السلام في مفاصل الثغرات, يواجه بقوة كل الاحتمالات, يسحق كل المنغصات, يعلو فوق الزيف والمهاترات, رسول سلام في الملمات,
ثغر إمامة, ورمز سلامة..
هذا الوطن..
يحق لنا الاحتفاء به..
وطن الأمن, والإنجاز, والسلام, والإسلام..
صديق الجار, حليف المبدأ, عزيز الجانب, كريم العطاء, صادق الإخلاص..
فليجعله الله مباركًا, معصومًا, في حماه, وأمنه, وعياذه, ونصرته..
سعيدًا آمنًا مطمئنًا..