د.عبدالعزيز العمر
وطننا لا يكتفي فقط بإعداد جنود وفق أفضل المعايير العسكرية؛ ليقفوا على ثغوره من أجل حمايته من كيد الأعداء، بل يحتاج أيضًا وبالقدر نفسه من الأهمية تعليمًا نوعيًّا، يعدُّ مواطنين متمكنين علميًّا ومهنيًّا ومهاريًّا، مواطنين يصنعون قوة وهيبة وطنهم. معلوم أن الوطن - أي وطن - يستمد قوته وهيبته من قوة ونوعية التعليم الذي يحصل عليه مواطنوه. وإذا كان الجندي يمثل القوة الصلبة للوطن فإن الكوادر المهنية تمثل القوة الناعمة للوطن. وإذا كان الجندي على ثغر فإن المعلم والمهندس والطبيب وغيرهم يقفون على ثغور وطنية متعددة؛ فالمدرسة بما فيها من معلمين ماهرين، والجامعة بما فيها من كوادر أكاديمية متميزة، يقفون على ثغور مهمة من ثغور الوطن للدفاع عنه؛ فهم يدافعون عن الوطن من خلال إعداد وصناعة مواطن، لديه إيمان عميق بمواطنته، واعتزاز بهويته السعودية. هنا يأتي دور البرامج والمناهج والأنشطة التعليمية لتعزز عند الطالب جانب الانتماء لوطنه، وتكسبه مهارات هذا العصر، عصر الانفجار المعرفي والتقني والمعلوماتي. وإيمانًا من القيادة السياسية لبلادنا بجوهرية التعليم، ودوره في صناعة الإنسان السعودي المتمكن؛ وبالتالي صناعة الوطن السعودي المهاب، خصصت قيادتنا لتعليمنا ميزانيات يسيل لها لعاب أي نظام تعليمي في الدنيا، بل إن إنفاق بلادنا على التعليم يفوق إنفاق أي دولة في منطقتنا العربية والإسلامية. وفوق ذلك أطلقت بلادنا برنامج ابتعاث إلى الدول المتقدمة، وهو برنامج غير مسبوق على الإطلاق، بل ينافس عالميًّا في نوعية برامجه وتخصصاته ومخرجاته.