ناصر الصِرامي
في المملكة كان الفساد حديث اجتماعي لا ينضب في بلدي، بل كان البعض وكأنه يتحدث عن شجاعة فرسان، وهو يقدم قصص من خيال لهم ولقوم لا لا يشبعون أبدا!.
لكن، كل ذلك تغير تماما في عهد الحازم الأمين. أصبحت تهمة الفساد جدية، وتم حرق فيروس الفساد الذي نخر في أعمدة الوطن لعقود. وأصبحنا على وطن أنظف،أكثر إشراقاً، أكثر قرباً للمواطن لاحتياجاته ولتطلعاته ولمستقبله.
كانت السعودية مكبلة بغلال الماضي، رغم أن المستقبل لها وأمامها، لكنها كانت مقيدة بتيارات وأحزاب ومستفيدين، كانوا ضد أي حركة للأمام للنهوض وللحاق بالعالم، خدمة لأهدافهم الخاصة أو الضيقة، وخدمة لبقايا فسادهم أيضا. لكن في عهد العزم، أخذ بأيدينا قائد عظيم للتاريخ في قفزة طويلة ومذهلة للمستقبل.
لأسباب مختلفة، ولشعارات متردية ونطيحة،كنا أقل أو أقل خصوصية، أقل إبداعا، وأقل العالم ارتباطاً بالحياة الطبيعية، مع الملك سلمان أصبح للحياة ملامحها فرح وترفيه، كانت الحياة بحثاً مستمراً عن علة عن شكوى، اليوم تجد الوطن مع الأمل، وفي كل مكان..!
..ونعم أصبحنا وأمسينا على سعودية جديدة، منفتحة على الكون مؤثرة فيه، وفاعلة في رسم وتأسيس وبناء مشاريع كبرى، وأحلام يعمل على تجسيدها واقعاً اقتصادياً واجتماعياً جديداً.
كان الخوف من الترهل من الركود، ومن لعبة التاريخ الغامضة، ومن قادم ملامحه فيه بعض الشك والريبة والخوف، وربما شيخوخة وطن!،
في عهد السلمان، أصبح الخوف حزماً، والريبة والشك عزماً، أصبح الحاضر استمراراً جميلاً لِغَد أفضل، حيوية مطلقة، وتأهباً مستمراً للمزيد من الوثبات، وحيث يشع الوطن فرحاً وحيوية. وإلى مرحلة مختلفة كليا، نحن فيها جزء أساس من العالم المتحضر، بل وحاضرون ومؤثرون فيه!
قبل عهد ملك العرب وقائدهم، كانت إيران تستبيح العرب من العراق الحزينة، وسوريا الدامية الجريحة المستباحة، ولبنان المنتهية والمتردية والمهانة، وصولا لليمن، أصل العروبة، استباح الملالي طهران كل شيء، وأمام أنظار العالم لتصدير ثورتهم، إلى كل عمق عربي ممكن!
وصل التبجح، إلى أن تجاهر طهران باحتلال عواصم عربية، وتنشر صور مليشاتها الإرهابية المسلحة الدموية في أكثر من بلد عربي، لكن ذلك كله ينتهي الآن. إنها الصحوة السعودية الفعالة، حتى وإن لم يصحوا بعد العرب.!.
الملك سلمان بن عبدالعزيز ليس ظاهرة تاريخية، إنه جامع التاريخ القديم، ومعيد صياغة التاريخ الراهن، وكاتب عناوين فصوله التالية..
مع الملك الأخير من أبناء المؤسس الكبير الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود- طيب الله ثراه-، يتم التأسيس لمستقبل مستمر ومستدام.
وإذا كان في تاريخ الدولة السعودية صفحات لعودة بعثها للحياة مرة بعد مرة. فإن هذا الملك الحاكم جمع التاريخ- الذي يعرف أدق أدق تفاصيله جيدا-، جمعه وأعاد صياغته، وأطال في أمد عمره. صانعا تاريخا جديدا لمستقبل أخضر مشع وفاتن. أعد له أجيالاً من الأمراء الشباب المسؤولين، من أجل استمرار العمل والبناء والإنجاز والتفوق والتفرد.. !
هل يوجد عام، أو يوم أسعد في ذكرى مرور التأسيس لهذا الكيان الفخم ؟!.
إلا إعادة التأسيس والتحديث بذات السيرة الأولى. كما هي المهمة العظيمة لملك التاريخ سلمان بن عبدالعزيز… وكما لم يفعل أحد من قبله..!.