د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
تحلّ اليوم الأحد الثالث والعشرين من شهر سبتمبر 2018 الذكرى الثامنة والثمانون لليوم الوطني المجيد لبلادنا المملكة العربية السعودية، فتسكبُ تلك الذكرى المزيد من القادم الجميل في قاع أرواحنا ! ويتجلى الوطن ناضرا في ساحات الأفئدة في مظاهر الاحتفال بتلك الذكرى الخالدة (وارفعوا الخفاق أخضر،،،،،،،، يحمل النور المسطر) فإذا ما ذُكر اسم بلادنا المملكة العربية السعودية فإنها صفات مشتقة من جذور عريقة عميقة، فلم تكن بوابات بلادنا التي أشرعها جلالة الملك المؤسس رحمه الله مجرد مواجهة بينه والخصوم، ولم تُبنى على المصادفة بل كانت لحظات باذخة انبلج فيها صبح بلادنا معلنا ظهور عهد جديد يمهد الطريق أمام بلادنا السعودية لتتسنم سيادة عليا في صناعة مجد واجتماع قلوب وتوحيد همم،،،
تأتي ذكرى اليوم الوطني الثامن والثمانون والجلاء قد بلغ منتهاه والتجلي يُبهرنا ضياه،،،،
«فالكون أشرق من أرض لها قدمٌ
هل تشرق الشمس إلا في حناياها
بل تلك مملكة بالمجد راسخة
بالعزم سابقة، والسعد بشراها»
وتأتي الذكرى وقد سجلت بلادنا تاريخها الحديث بتفوق واقتدار واحترافية عالية نحو المستقبل؛ وتلكم اللمسة العصرية التي اصطفت الجهود البشرية من أجل تحقيقها؛ ففي عهدنا الجديد وسعوديتنا الحديثة باتت التنمية تتعلق بتحولات أخرى؛ فهناك أدوار عليا في التحول من الاستهلاك إلى الاستثمار، وأدوار عليا للعلاقات الدولية في عالمنا الجديد فأسست بلادنا شراكات التطوير وأطرت ملامح القادم من العلاقات، ودشنت معامل توجيه عميقة تستوعب الطاقات الذهنية والفكرية للعنصر البشري من خلال التخطيط والتوجيه بما يحقق متطلبات الاستراتيجيات التي محورها الإنسان والتنمية وما يسند ذلك من البيئات المتكاملة التي تعزز الإنتاجية، وفي كل صباحاتنا السعودية نستيقظ على اتفاق جديد ولقاءات فريدة وامضاءات مبهجة تُحاكي المدنية والتمدن كما تطرب آذاننا بتفاصيل الانتصارات المشبعة بحكمة وحنكة قيادتنا، حتى أصبحت الأرض السعودية ريّا بالحكايات التي تحمل دلالات السيادة، وتوجتْ وجودنا السعودي الممتد بإذن الله بصهوات الإغاثة الغزيرة للشعوب المنكوبة وتلكم قيمة إيمانية سارت عليها قيادتنا الرشيدة منذ عهد المؤسس رحمه الله؛ كما اُسْتُلتْ الحمية السعودية العربية الإسلامية للمساندة حرصا على رسم خارطة عالم مستقر !! فالسعودية الباسقة تسابق الزمن فتسبقه، فكما تبدو الصورة لبلادنا قوة محركة حولت بوصلة الاقتصاد العالمي نحوها من خلال الرؤية الوطنية المحفزة 2030 تلك الرؤية العملاقة التي أصبحت في عمق النقاشات الاقتصادية في أعلى مستويات الحضور العالمي.
وفي أعماق بلادنا نحن مشبعون بروحانية المكان حيث الحرمين الشريفين؛ مترفون بسكينة الأرض حيث الأمن والأمان؛ معجبون بكفاءة التشريع وضوابط التنظيم الجديدة التي أحاطت بالشأن الداخلي؛ وفخورون بالنهوض الكبير؛ ومعتزون بصياغة خطابنا الحضاري الجديد أمام العالم؛ ومطمئنون بأننا نعيش العبور الحقيقي وبقوة للمستقبل الجدير ببلادنا ومكانتها بإذن الله، وفي كل عام نكتبُ معاني الوطن لتكون حُزما من الانتماء والولاء، ونكتبُ لتصبح المسئولية الوطنية مسئولية أخلاقية كبرى بمفهومها الأصيل، ومازلنا في كل عام نستنطق الحدث، وننقش من أعماقنا كل صياغات التمجيد في المكانة والتمكين لبلادنا الغالية؛ ونروم اليوم الوطني كتابا كبيرا، وذاكرة أحداث وحكايات أجيال تتجدد وافرة وارفة، وذلك الكتاب السعودي الوطني يسطره ملكنا الحازم الخبير البصير خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين عنوانا بليغا للكتاب السعودي الملكي الحديث.