«الجزيرة» - محمد السنيد:
أكد معالي وزير النقل الدكتور نبيل بن محمد العامودي في بيان أصدره بمناسبة قرب انطلاق التشغيل الرسمي لقطار الحرمين السريع أن المملكة، منذ أن أنعم الله على مؤسس هذا الكيان العظيم - الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه - بالإشراف على الحج عام 1344هـ، تتشرف وتفخر بخدمة ضيوف الرحمن، ولقد دأبت توجيهات خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين -يحفظهما الله- على توجيهنا بخطط عمل شاملة للمنتمين لصناعة النقل في المملكة، فرضت علينا مضاعفة الجهود ومسابقة الزمن لنحقق أقصى ما يمكن لراحة الحجاج والمعتمرين وسلامتهم.
وأشار العامودي إلى التوجيه الكريم بمضاعفة الجهود لاستيعاب أكبر عدد من الحجاج والمعتمرين، وفق رؤية الوطن الطموحة 2030، كان السبب بعد عون الله وتوفيقه في إنجاز هذا المشروع الإسلامي الضخم، مؤكداً أن انطلاق تشغيله للمواطن والمقيم سيكون في الرابع من أكتوبر 2018م، كما أشار معاليه إلى أن قطار الحرمين يمثل الفكرة التي رعى غرسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله، لحين أثمرت هذا الإنجاز، وحرص - يحفظه الله - على إنجازها وتسهيل كل الصعوبات التي تعترضها، حتى بدَتْ لنا اليوم عنصرا أساسياً في تدعيم البنية المهيئة لاستيعاب النمو المطّرد في عدد زوار وقاصدي الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث تُعدّان نقطة البدء والختام، ومسانداً خدميا نحو المناطق المحيطة بهما.
من جانبه أكد معالي رئيس هيئة النقل العام الدكتور رميح بن محمد الرميح، حرص هيئة النقل العام، عبر إشرافها على مشروع قطار الحرمين السريع، بأن تكون كفاءة التشغيل في المشروع والمرافق التابعة له ضمن أعلى المستويات الجديرة بالثقة، وبما يليق باسم ومكانة المملكة، وبالجودة التي نفخر جميعا أن يلمسها الحاج والمعتمر والزائر للمدينتين المقدستين، وكذلك محطات التنقّل بينهما. كما أكد الرميح فخر الجميع بتأهيل الكوادر الوطنية بالتعاون الناجح مع عدد من الشركاء، لنشاهدهم اليوم قادرين على إدارة وتشغيل هذا المشروع في جانب قيادة قطار الحرمين السريع، وتشغيله وصيانته.
وقال الرميح: «برغم التحديات الفنية واختلاف التضاريس أثناء إنجاز هذا المشروع الضخم، والتي تنوعت بين مناطقَ جبلية، وأراضٍ ساحلية، وأخرى سبخة.. فإن مشروع قطار الحرمين السريع يعدّ أحد الأذرع الاقتصادية والتنموية التي وضعت خدمة الحجاج والمعتمرين في طليعة أهدافها، بما يحقق لهم أقصى أبعاد الراحة والطمأنينة».
ولفت إلى أن إجمالي مسارات الخط بلغت 450 كيلو مترا من السكك الحديدية الكهربائية، ويمر القطار بخمس محطات في مكة المكرمة، جدة، مطار الملك عبدالعزيز الدولي، مدينة الملك عبدالله الاقتصادية والمدينة المنورة، حيث تسير عربات القطار الـ35 في الاتجاهين بسرعة تتجاوز 300 كيلو متر في الساعة، بسعة أكثر من 160 ألف مسافر يوميا، وقرابة 60 مليون راكب سنويا.
وأشار رئيس هيئة النقل إلى أن مشروع قطار الحرمين السريع، سيسهم في تقليص رحلة السفر البري المعتادة عبر السيارات والتي تمتد لأكثر من 4 ساعات إلى ساعتين تقريبا، وبكثافة في النقل العددي تراعي أكثر المواسم زخما كالحج والعمرة، وتسير الرحلات في الاتجاهين بخمسة وثلاثين قطارا، وعبر أكثر من 460 عربة، وتحيط بالمحطات والمشروع خدمات شاملة ومرافق مساندة صحية وأمنية ومهابط للطائرات، تكفل أعلى مستويات الكفاءة وبما يضمن الجودة في تقديم خدمة النقل الأكبر في الشرق الأوسط، عبر طاقم كبير من المتخصصين والفنيين والمشرفين على هذا المشروع الوطني العملاق.
يذكر أن مشروع قطار الحرمين، هو الأسرع والأكبر في المنطقة، وتعود ملكية بنيته التحتية إلى الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار»، كما تتشارك معها المؤسسة العامة للخطوط الحديدية SRO كجهة حكومية متخصصة في هذه الصناعة منذ 67 عامًا، وقد ساهم في تنفيذه تحالف من كبريات الشركات العالمية والمحلية المتخصصة التي نقلت أحدث التقنيات في القطارات الكهربائية عالية السرعة.