حميد بن عوض العنزي
لكل دولة وأمة مقومات وأسس تمكنها من المضي قدما عبر التاريخ، وبلادنا الغالية وهي تحتفل بذكرى اليوم الوطني الـ88، هي واحدة من دول العصر الحديث التي تمثل اعظم صورة لتوحيد الأرض والإنسان لتتحول من صحراء قاحلة لا تسمع فيها إلا ضجيج الحروب والتناحر القبلي إلى وحدة حضنت كل الأطراف بعد أن وفق الله سبحانه الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- لأن يعلن التوحيد عبر مسيرة كفاح ونماء، وحمل الراية أبنائه من بعد فأنعمت البلاد والعباد بالخير والرخاء. الأمن والتعليم والصحة والاقتصاد، هي أربع مقومات لا يمكن لبلد أن يقوم ويتقدم إلا بها، وكلها ولله الحمد تمثل أساس البناء لبلادنا بعد العقيدة الإسلامية، على مستوى الأمن حاول العابثون المخربون أن ينالوا من أمن بلادنا من خلال تفجيرات إرهابية لم تطول الحرب معها حتى انتصر الوطن واستتب الأمن وبقيت منارة الأمن شامخة، ومن بعد الجهل والأميه أصبح أبناء بلادي يطوفون بلاد العالم لينالوا أعلى الشهادات في مختلف العلوم، فهناك أكثر من مائة ألف مبتعث في22 بلداً حول العالم كانوا خير سفراء لبلادهم، وعلى مستوى الصحة يشكل الإنفاق على القطاع الصحي الترتيب الثاني في الميزانية حيث تقدم المملكة لمواطنيها أفضل أنواع الرعاية والأنظمة الصحية والتجهيزات الطبية المتطورة وإقامة المراكز المتخصصة، حتى أصبحت مستشفياتنا مقصداً للعلاج من خارج المملكة.
وأما البعد الاقتصادي فيشكل حجر الأساس في انطلاقة الطفرات التنموية المتتالية وارتقى الاقتصاد السعودي لدرجات عالية من التأثير حتى أصبحت المملكة عضواً في مجموعة العشرين، وفي القرن الحالي تشكل رؤية المملكة 2030 منطلقاً جديداً تجاه التحديث والتطوير وهيكلة الاقتصاد ليكون أكثر بعداً عن تأثيرات وتقلبات أسواق النفط، من خلال تنويع مصادر الدخل وإنشاء صندوق الاستثمارات العامة الذي يمثل أحد أكبر صناديق الاستثمار في العالم ويعول عليه الكثير كلاعب رئيس في توجيه الاستثمارات الإستراتيجية، ويعزز ذلك المشروعات العملاقة في «نيوم» و«البحر الأحمر» و«القدية» لتخلق مناخاً استثمارياً جديداً يحمل مستقبله الخير والازدهار لبلادنا -بإذن الله-.