هالة الناصر
يخبرني صديق إعلامي يعمل في مجال الإعلام منذ ربع قرن عن استغرابه الشديد لكثير من القيادات الإدارية التي عمل معها لفترات طويلة من تهميشها لدوره الإعلامي، حيث لم يجد حلا سوى الخروج من المنشأة بعد سنة أو سنتين كي لا تتلوث مهنيته ويجد نفسه مسقوفا بمدير تقليدي، يكتب ورقة استقالته بشكل بسيط وسريع كما يكتب رجل مرور مخالفة دون اكتراث ودون مشاعر محددة في شعرة فاصلة بين الحزن والفرح، تشبه التبلد، يخرج للعمل مع مدير منشأة جديد دون أي طموح جديد سوى أمل باكتشاف خصال شخصية في مدير ربما يكون هو من يبحث عنه، وهكذا، تأخر عدم تقدير الإعلامي كمهني ينم عن تأخر فهم المجتمع وتقديره لأهمية هذه المهنة الأهم والأخطر على وجه الأرض، مثل تأخر احترام وتقدير أهمية الطبيب النفسي، هذه ثقافة مجتمع، الفكر الجمعي في المجتمعات الشرقية يكون مركبا من مجموعة من مظاهر لا تهتم كثيرا في الجوهر، يترك الإنسان نفسه تهترئ وداخله يتهشم ويتآكل ويهمل ترميم ذلك رافضا الذهاب لطبيب نفسي مقابل حفاظه على مظهر خارجي مزخرف وأنيق، لذلك كان من الصعب تفكيك الصورة السلبية عن الإعلام وأهميته في عقول حقنت بصورة مغلوطة عن الإعلام وتراه مجرد أراء أقرب للخطأ من الصواب، لا أمل قريب ينصف الإعلام كعلم مثل الرياضيات أو فيزياء بل هو أخطر وأثمر إن وضعت معادلاته بشكل صحيح، لابد أن يسارع كل مدير يريد أن يحقق أكبر نسبة من النجاح من البحث عن شيء اسمه الاتصال المؤسسي وتطبيقه فورا وضم جميع أقسامه الإدارية حسب هوية المنشأة قبل فوات الأوان لأنه من الواضح ضعف الرسالة الإعلامية لغالبية القطاعات سواء خاصة أو عامة، ويبدو أنه لا يلوح في الأفق أمل لذلك، قلت لصديقي الإعلامي المحبط من الوضع: عندما ترى المجتمع لا يجد عيبا في الذهاب للطبيب النفسي خذ أوراقك وانطلق فرحا لأي منشأة ستجد مديرها يفهم دورك ويقدر علمك، لأنه ببساطة كل مايحدث من الضعف الإعلامي عندنا سببه ثقافة المجتمع!