فهد بن جليد
أن تتقدم بالحصول على إجازة رسمية من وظيفتك ليس من أجل الاستمتاع بالسفر، أو الخلود للراحة, بل للقيام بعمل تطوعي لخدمة شباب وطنك ممَّن مازالوا يبحثون عن وظائف, هذه من الأحلام التي قد تروى ولا تُشاهد عادة.
ولكنَّها تحققت على يد حمد وزملائه الذين تركوا مكاتبهم الوفيرة ووظائفهم المرموقة وانضموا إلى الدكتور وحيد بغدادي في مُبادرتهم الحالمة (توظيف الحالمين), أنا لا أتحدث عن قصص خيالية بل أروي واقعاً شاهدته بعيني في أكاديمية الاتصالات بالرياض, وكيف أنَّ الشابة والشاب السعودي يمدونَّ أيديهم لمُساعدة ومُساندة بعضهم البعض لقتل البطالة, وكسر الجمود, والتعبير عن أنفسهم بالشكل الصحيح للحصول على الوظيفة المطلوبة, إنَّه واقع يحدث على بعد - يومين فقط - من ذكرى يومنا الوطني المجيد, لتتعزَّزُ مع هذا الواقع المُتفائل والحالم صورة النموذج الرائع لشباب وبنات الوطن, الذين يؤمنون حقاً برؤية المملكة 2030, وجعلوها مشروع حياة.
مبادرة توظيف الحالمين ليست مُجرَّد مُبادرة وقتية لتوفير الوظائف فحسب, بقدر ما هي عمل شبابي مُنظم وجاد لتوفير قاعدة بيانات مُتكاملة, ومرجعية مُهمة لمن يبحثون عن وظائف أو موظفين بشكل سليم وعملي, مشروع يختصر نحو 90 في المائة من وقت وجهد المُقابلات الشخصية وأخطائها, فكل من يحمل مؤهلاً أو خبرة ولديهم الطموح لخدمة وطنه فهو ( رقم حالم ) سيُضاف لقائمة الحالمين هنا, ممَّن يحصلون على التدريب الجيد لكيفية التعبير عن أنفسهم وتسويق خبراتهم بالشكل الصحيح والعصري لإقناع أرباب العمل بقدرتهم وكفاءتهم للفوز بالوظيفة, لقد رأيت كيف أنَّ الكثير من الشباب والشابات مزَّقوا (سيرتهم الذاتية) السابقة, وعكفوا على كتابة أخرى جديدة بشكل يُبرز نقاط القوة والتميز لديهم, الدكتور وحيد وفريقه أجبروا العديد من الشركات على التفاعل معهم ودعمهم بالفُرص الوظيفية والخبرات التدريبية والبرامج والتطبيقات, لتتحول المُبادرة إلى ما يُشبه المشروع الوطني الطموح الذي أخذ من مقولة سمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - عن الحالمين وصناعة الوطن الجديد، نبراساً وعنواناً لعمله.
وعلى دروب الخير نلتقي.