أ.د.عثمان بن صالح العامر
نحتفل نحن السعوديين قيادة وشعباً، رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً بيومنا الوطني الـ88 الأحد القادم -بإذن الله، نتذكر ملحمة التوحيد بكل فخر واعتزاز، نذكر مآثر الموحد الرمز المؤسس الباني لهذا الكيان - الراسخ الأركان المتماسك اللبنات العظيم الشأن -جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته، نتأمل في حالنا اليوم وما وصلت له بلادنا العزيزة المملكة العربية السعودية في زمن قياسي مقارنة بتاريخ الأمم والحضارات القديمة منها والحديثة، فالشكر لله أولاً على ما مَنَّ به علينا في هذه البلاد المباركة من خيرات وبركات لا تعد ولا تحصى، ثم الشكر لولاة أمرنا وقادة بلادنا وحكامنا الأفذاذ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز - حفظهما الله ووفقهما ورعاهما.
والواجب ألا يقف بِنَا الحال عند هذا الأمر، بل لابد أن يكون المستقبل الذي بشر به ولي العهد الأمين مهندس الرؤية الطموح وداعمها ومتابع تنفيذها، واقعاً معاشًا حاضرًا بين أعيننا، لابد أن يكون ماضينا وحاضرنا الأرضية التي ننطلق منها لغدنا المنشود، وفي الوقت ذاته لابد أن نجعل من وطنيتنا المتمثّلة بمشاعرنا وأحاسيسنا التي نكنها لبلادنا العزيزة علينا وقوداً لمواطنتنا المخلصة الصادقة في إنجاز ما من شأنه الإسهام الفاعل في تطور وتقدم وتنمية أرضنا المباركة المملكة العربية السعودية.
من الضروري أن نحيا أفراداً ومجتمعات اليوم الأجيال الثلاثة معًا (المؤسس الباني «الماضي»، وسلمان العزم والحزم «الحاضر»، ومحمد «الرؤية المستقبلية والإنجاز الاحترافي المتميز»)، وهذا يستلزم ضمنياً أن يكون للواحد منا أجندته الوطنية المستقبلية التي تتناغم وتنسجم مع الرؤية 2030 وبرنامج التحول 2020 سواء أكانت مشاركته مبادرة مدروسة أو مشروعاً نوعياً أو عملاً تطوعياً مفيداً أو تمثيلاً خارجياً متميزاً أو...
مهم أن تظهر ملامح ومعالم وطنيتنا في هذا اليوم المتجدد سواء أكان التعبير قولاً منثوراً أو شعراً مسموعاً ومقروءًا أو فناً شعبياً أو لوحة معبرة أو... وفي هذا الباب أبدع تعليمنا العام والعالي في الاستعداد الجيد لإبراز هذه الملامح في هذه المناسبة الوطنية المهمة. نعم كل هذا مهم، ولكن الأهم في نظري أن يراجع الواحد منا أجندة المواطنة عنده ويسأل نفسه الأسئلة الوطنية الخالدة، فبلادنا تنتظر منا جميعاً أن نكون «مواطنين وطنيين»، نرسم مشاعر الحب التي تختلج في ذواتنا لأرضنا الطاهرة صورة رائعة من العطاء والبذل والفداء حتى ندخل سجل المواطنة الصالحة، فمد اليد لليد، وشد الساعد بالساعد عنوان العمل الجاد، من أجل مستقبل بنّاء ينعم به مواطن جديد في القادم من الأيام.. يحفّزنا لكل ذلك تشريف الله لنا بانتمائنا لأرض الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية، ووجود ولاة أمر وقادة صدق انبروا بكل تفانٍ وإخلاص لبناء وطن عزيز وتحقيق نهضة إنسان، وما السجل الحافل لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وما التاريخ المسطّر لولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وما.. وما.. ما هذه وتلك إلاَّ شاهد أكيد وبرهان واضح على أنّ في جبين الزمن وعلى أرض الوطن قادة يتقدمون المواطنين في رسم ملامح المواطنة الصالحة الفاعلة من أجل هذا الكيان العزيز، فلهم ولكل مخلص من أجل الوطن ورقيه وتقدمه وصلاحه وتطوره، تحية إجلال وتقدير، وباقة شكر وتبجيل، وللوطن تجديد عهد يزدان بالوفاء ويطرز بالإخلاص ويعنون بالمواطنة الصالحة، ودمت عزيزاً يا وطني والسلام.