علي الصحن
علمتنا الرياضة عبر الأيام أن نخاف من الهلال ولا نخاف عليه، فطوال (62) عاماً تصرمت من عمر النادي، وهو في القمة، تعددت المنافسات وتغير المنافسون وبقي الهلال ثابتاً في صدارته، ذهبت أسماء وجاءت أسماء، وظل الهلال ممطراً مثل السماء.
في كل الأحوال ومع كل الأجيال لم يخفت الهلال، وإن دخل القمر المشع طور المحاق يوما أو يومين، فإنه لا يلبث أن يشع وينير باقي الأيام، علمتنا المنافسة أيضا أن الهلال بطل متفق عليه، وأن القاعدة هي حضوره والاستثناء غيابه، وأنه الكوكب الذي لا تغيب عنه شمس البطولات إلا نادراً، و»ليس كالحال دليلاً على صدق المقال» والهلال في أحسن حال دائماً.
بدأ الهلال الموسم الحالي بقوة، حقق انتصارا مهما في البطولة العربية، ثم فاز بمباراة السوبر وطال بالرقم ورفع رصيده إلى (58) بطولة، وأعقبها بالعلامة الكاملة في أول جولتين من دوري كأس الأمير محمد بن سلمان، ثم حدث تغيير على مستوى رئاسة النادي حيث ذهب سامي الجابر وعاد الرئيس الأسبق الأمير محمد بن فيصل من جديد، والتغيير أمر طبيعي يحدث في معظم المؤسسات والأندية، ولن يتأثر العمل أو يضعف ما دام عملاً مؤسسياً قائماً على أسس وقواعد متينة.
محمد بن فيصل ليس غريبا على الهلال، والهلال ليس غريباً عليه، فسموه تولى رئاسة النادي قبل سنوات، ونجح في قيادته لسبع بطولات، ونجح خلال فترته السابقة في إبرام العديد من الصفقات التي مازال الهلاليون يتذكرونها إلى اليوم ويضربون بها المثل أيضاً.
يذكر التاريخ أن محمد بن فيصل هو الرئيس الذي وقع مع المهاجم ياسر القحطاني والذي كان الأفضل في مركزه وخيار المدربين الأول في ذلك الوقت، ولم يأت التوقيع بسهولة بل بعد منافسة قوية مع الاتحاد ووصول الصفقة لرقم عال كان حديث الشارع في تلك الحقبة من الزمن، كما أنه الرئيس الذي تعاقد مع المدرب باكيتا والثنائي المميز تفاريس وكماتشو ونجح في موسمه الأول في قيادة فريقه لاحتكار البطولات المحلية حيث فاز بكأس الأمير فيصل بن فهد، كأس ولي العهد وكأس دوري خادم الحرمين على التوالي.
كما يذكر التاريخ أن محمد بن فيصل هو الرجل الذي تعاقد النادي في زمنه مع النجم الليبي الكبير طارق التايب ومع المدرب الروماني الشهير كوزمين أولاريو وهو الثنائي الذي حقق نجاحات لافتة مع الفريق، ونجحوا في خلق مكانة خاصة لهم وسط الهلاليين مازالت ممتدة حتى اليوم.
قبل رئاسة محمد بن فيصل للهلال عام 2005 كان هناك شبه غياب جماهيري عن المدرجات، لأسباب مختلفة، لكن الأمير الشاب نجح في إعادة الجماهير للمدرج بتعاقداته وعمله وإنجازات فريقه.. وبتصاريحه المثيرة، وهو ما جعل الجماهير الهلالية تطلق عليه لقب الرئيس الظاهرة، وهو اللقب الذي التصق به حتى اليوم.
واليوم يعود الأمير محمد بن فيصل لرئاسة الهلال، وهو مؤهل لتحقيق نجاحات إضافية تتجاوز ما حققه في فترة رئاسته السابقة، والهلاليون متفائلون بسموه وقدرته على قيادة الفريق للاستمرار في القمة، ومواصلة مشوار أسلافه في الكرسي الأزرق الأهم.
الهلاليون دائماً على قلب واحد، وهم في الرياضة يختلفون على كل شيء ويتفقون على الهلال، وهم على قلب واحد دائماً، يقفون مع كل رئيس ويدعمون كل من ينتمي للنادي، ويسندون من يعمل فيه وله، لأنهم يريدون الهلال كما هو دائما في القمة ولا مكان له سواها.