فهد بن جليد
استحداث أول وظيفة بمُسمَّى (اختصاصي سعادة الموظفين) خطوة ذكية وموفقة من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، ربما لأنَّنا بحاجة لسماع مثل هذا المُصطلح الذي يبعث على التفاؤل والراحة، ويُشعر الموظف أنَّه يحظى باهتمام المنظمة أو المنشأة التي يعمل بها، وهو ما يخلق بيئة مُحفِّزة، عبر تطوير منظومة الموارد البشرية، خصوصاً وأنَّ المهام المُعلنة لشاغل الوظيفة تدل على أنّه سيكون بالفعل ناشرا للسعادة بين صفوف الموظفين داخل الوزارة، وسيعمل من أجل إسعادهم وتعزيز القيم وقياس بيئة العمل.. إلخ من المهام، وهو الأمر الذي يجعلنا ننتظر خطوات مُماثلة في بقية الوزارة والمصالح والشركات.
أنا مُتفق تماماً مع استحداث مثل هذه الوظيفة، وسعيد لأنَّها ستقوم في نهاية المطاف بدور مُهم وحيوي نحن بحاجة إليه لتجويد العمل ورفع كفاءة الإنتاج، ولكن في اعتقادي أنَّ اختصاصي السعادة الذي صفقنا له جميعاً، لن يقوم بأي عمل خارج إطار واجبات موظف أو اختصاصي (العلاقات العامة) التي من المُفترض أن يقوم بها، الخلل ليس في المُسمَّى، بل يكمن في أنَّنا وظفنا في العلاقات العامة طوال سنوات طويلة أشخاص (غير مُتخصصين) أو لم نمنح المُختص منهم الصلاحيات اللازمة ونربط إداراتهم بهرم السلم الإداري في المنشأة أو المنظمة للقيام بواجباتهم لإسعاد الموظفين والاهتمام بهم وتذليل كل الصعوبات الإدارية أمامهم، والقيام بقياس مدى رضاهم، ونقل الصورة كاملة للإدارة العُليا - كما يُنتظر أن يفعل اختصاصي السعادة - اليوم، القضية باختصار أنَّ الاختصاصي الجديد سيقوم بتنفيذ الدور النموذجي والعلمي الذي من المُفترض أن يلعبه اختصاصي العلاقات العامة في علاقته بالجمهور الداخلي، الذي يأتي في مقدمة برامج العلاقات العامة، والسبب أنَّ مهنة (العلاقات العامة) باتت مهنة من لا مهنة له، وهو ما أضعف دورها، بالنظر فقط إلى علاقة المنظمة بجمهورها الخارجي وعدم الاهتمام بالجمهور الداخلي (الموظفين أو العاملين)، وهو ما جعلنا نطلق على ما يجب أن تقوم به مُسميات أخرى وجديدة.
كل التوفيق لـ(اختصاصي سعادة الموظفين) وكلي أمل أن تتطور هذه الوظيفة وتنتشر في الكثير من الوزارات والمصالح العامة والخاصة، لتقوم بالأدوار المفقودة في علاقة الموظف مع جهة عمله، ولنتذكر أنه يجب حماية هذه الوظيفة، بعدم دخول غير المُختصين عليها، حتى لا يُفسد عملها ويضعفه كما حدث مع العلاقات العامة.
وعلى دروب الخير نلتقي.