سعد بن عبدالقادر القويعي
توَّجت المملكة جهودها برعاية خادم الحرمين الشريفين -الملك- سلمان بن عبد العزيز، والدبلوماسية السعودية خطة معركة السلام في القرن الإفريقي؛ لتعزيز استقرار المنطقة، وذلك من خلال رؤية دقيقة، تدرك الارتباط الحيوي بين أمن القرن الإفريقي، والعالم العربي، وتوقيع «اتفاقية جدة للسلام»، والتي تنسجم مع سياسة المملكة الخالدة، ورسالتها السامية، ومواقفها الثابتة، والمعلنة، والمرتكزة -دوما وأبدا- على دعم السلام، والاستقرار -الإقليمي والدولي-، مع عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى؛ وحتى يعود الوئام، والتقارب بين دولتين أنهكتهما حرب العشرين عاما الماضية، وعامين من حرب ساخنة، تبلورت خلالها الإرادة الواعية، والكاملة بالأجندات التي تستهدف أمنهما، ومحيطهما، وتأزيم علاقاتهما مع بعضهما البعض، -خصوصا- بعد تآكل النفوذ -الإيراني القطري- في القرن الإفريقي لصالح السعودية والإمارات.
المصالحات عنوان وعي، ودليل واضح على أن حضور السعودية في المشهد الإفريقي آخذ في النشاط، ومقدمة للسلام في إفريقيا، وسيساهم في تعزيز الأمن، والاستقرار في المنطقة؛ كونه يقوم على أسس تؤهله للتحول إلى سلام دائم؛ من أجل إخلاء حوض البحر الأحمر من الصراعات، والاستقطابات، وتمدد النفوذ الأجنبي، والعمل - بالتالي - على تنفيذ الاستراتيجية الهادئة؛ لحماية الأمن القومي الخليجي بالالتفاتة إلى ما يجري في دول القرن الإفريقي؛ الأمر الذي سيعزز الحماية للمصالح المشتركة بطوق التأمين من اليمن حتى ما وراء باب المندب، والحصول على موقع جيوسياسي، وجغرافي، واقتصادي متميز في منطقة البحر الأحمر.
بشراكات اقتصادية، وعلاقات سياسية أمنية متعمقة - على المدى البعيد -، فإن الحالة الإسلامية تثق بما لدى السعودية، وما توده، وتسعى إليه، وتضاف إلى سجلها الحافل في هذا المجال؛ باعتبار أن التعامل مع الأسباب قبل النتائج، هو المنهج السياسي الأسلم في مساعيها الرامية إلى نشر السلام، وإرساء علاقات دولية صحيحة، تقوم على حسن الجوار، واحترام القوانين، والمواثيق الدولية.
حظيت قمة جدة بترحيب - إقليمي ودولي - واسع؛ نظرا لأهمية إحلال السلام بين دول هذه المنطقة، ذات الأهمية الاستراتيجية القصوى، في رسالة من الدولتين العربيتين - المملكة العربية السعودية، والإمارات -، أنهما يسعيان للسلام، ويواجهان أي دعوات للفوضى، وبذل كل جهد ممكن لدعم مسار التقارب، والتعاون بين الدول الإفريقية الشقيقة؛ بهدف تحقيق أمن، وسلامة، ورفاهية شعوب القارة.