في سنة 1918 بعد الحرب العالمية الأولى، كانت معظم الدول العربية تحت الاحتلال، سوريا ولبنان وبلاد المغرب العربي تحت الاحتلال الفرنسي، وليبيا تحت الاحتلال الإيطالي، ومصر والعراق وفلسطين تحت الاحتلال البريطاني، ودول الخليج تحت الانتداب البريطاني أيضاً باستثناء المملكة العربية السعودية التي استطاع الموحد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- أن يستعيد ملك آبائه وأجداده وإخراج الأتراك من المدن السعودية وتوحيد باقي المدن تحت لوائه، حتى أصبحت الجزيرة العربية تحت حكم الملك عبدالعزيز الذي كافح ورجاله في توحيد المملكة.
ورأينا كيف قاوم عمر المختار الاحتلال الإيطالي بشراسة حتى تم إعدامه، ورأينا كيف قاوم أبناء الوطن العربي الاحتلال البريطاني والفرنسي حتى نالت الدول العربية استقلالها بفضل نضال الأبطال المخلصين لأوطانهم، وفي ظل هذه البطولات تأتي الخيانات من عدد من زعماء الوطن العربي، والتي سلمت بلادهم إلى الأعداء وقتلت ودمرت أوطانهم لكي يبقوا في السلطة حتى وإن عادت أوطانهم إلى الاحتلال من جديد، ومن أمثال هؤلاء العملاء الخونة بشار الأسد وحسن نصرالله الذين سلموا بلدانهم إلى العدو الفارسي، ولن أستثني الحمدين اللذين سلما قطر وشعب قطر إلى إيران.
ففي قطر جيش إيراني لحراسة القصور الأميرية والمنشآت الحيوية، ومنذ يومين شاهدت منظراً عبر الفيديو لقائد الحرس الثوري الإيراني وهو يهبط بطائرته في مطار مدينة حلب السورية؛ هذا المطار الذي أنشأه الإيرانيون مؤخراً في ثاني المدن السورية السنية لكي تتحول هذه المدينة إلى مدينة شيعية حيث سمح للشيعة بتحويلها والعيش فيها، وكان مستقبلو سليماني في مطار حلب قادة وضباطا إيرانيين، ولم يكن معهم أي عنصر عربي، حيث تفقد قائد حرس الثورة الخمينية قواته وجنوده والمنشآت العسكرية التي أنشأتها إيران في حلب، وأنا أكتب هذا المقال حزناً وأسى على احتلال الفرس لأراضي سوريه سلمها لهم بشار دون عناء.
وفي لبنان باتت الضاحية الجنوبية وسكانها يشاهدون الإيرانيين بأسلحتهم التي قتلوا بها السوريين الأبرياء والنساء والأطفال، وفي مشهد آخر من المأساة تقوم إيران بالتعاون مع ميليشياتها بنقل عدد من الصواريخ البالستية وتصنيع قواعد لها بالعراق، مما يعني السيطرة الفارسية على العراق وسوريا ولبنان، ولن أستثني قطر، كل هذا بإرادة قادة العراق وبشار ونصرالله والحمدين ولكن الثورة الخمينية قريباً ستزول لأن المظاهرات والاضطرابات تعم المدن الإيرانية مطالبة بسقوط هذه الثورة، وبسقوطها سيسقط بشار وحسن عدو الله وسيسقط الحمدين وستشرق الشمس من جديد على الوطن العربي مادام هناك من يدافعون عن الأمتين العربية والإسلامية بالمال والرجال ومادام سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده محمد بن سلمان وإخوانه قادة الدول العربية والخليجية يدافعون عن الوطن العربي.
** **
- كاتب و محلل سياسي