يوسف المحيميد
لم تكن تجربة مركز إثراء في مشروع «أنا أقرأ» تجربة عادية أو مكررة، بل هي تجربة خلاقة ومميزة، فالمعتاد أن الجوائز تنهال عادةً على الكُتَّاب وليس القرّاء، لكن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) خالف السائد والمألوف، واحتفى بالقارئ نفسه، وليس بفعل القراءة كما يحدث دائما، فتح عالم القراءة الجميل لآلاف القرّاء في السعودية، فبدأت المسابقة بألفين وستمائة متسابق في دورتها الأولى، واحتضنت نحو عشرين ألف متسابق من جميع مناطق المملكة في حفلها الخامس خلال الجمعة الماضية، وهو إنجاز يحسب للمركز، ولأرامكو السعودية بقياداتها المبدعة التي تبنت هذا المشروع مبكرًا واستمرت في تطويره من خلال هذا المركز المذهل، الذي لم يكن غريبا أن يكون ضمن أعظم مائة موقع في العالم لعام 2018 بحسب تصنيف مجلة «تايم» الأمريكية.
لقد كانت الأسماء التي وصلت للمرحلة الأخيرة عشرة، سبع شابات وثلاثة شباب، لكل منهم موضوعه ورؤيته، فمنهم من استلهم نصه من جدوى الكتابة وقيمتها، أو من المدينة المتخيلة، ومنهم من استثمر الفن وخاطب الفنانين العالميين وتماهى معهم، وهكذا لكل منهم تجربته الخاصة في القراءة، تم استلهامها في نص خاص وحميم قاموا بتأديته على المسرح بشكل مبهر، بعد أن قضوا نحو 17 يوما في التدريب على القراءة والإلقاء.
هذه التجربة مهمة، وخطوة كبيرة في مبادرة التحفيز على القراءة بين الطلاب والطالبات، لكنها تحتاج إلى مزيد من الدعم، وإنشاء أندية للقراءة في المدارس والجامعات، كي تكون مخرجات «أنا أقرأ» على مستوى عال من الجودة والإتقان، وأكثر انتشارا في مدارس التعليم العام.