«الجزيرة» - عبدالله الهاجري:
دأبت المملكة العربية السعودية على تقديم دور فعّال في تعزيز التعاون، وتوطيد أواصر المحبة والاستقرار، واتضح ذلك في العقود الماضية خليجياً وعربياً وعالمياً، والتي تأتي بحكم دورها الريادي والإسلامي والسياسي الذي تتمتع به المملكة.
وجاءت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لاتفاقية المصالحة بين دولتي إثيوبيا وإريتريا التي تم التوقيع عليها مساء أمس في جدة، تأكيدًا على أنه رمز للسلام، وعلى النهج السعودي في نشر السلام والتقريب بين الأشقاء والدعوة إلى التسامح والائتلاف، كما تعبر الجهود التي بذلتها القيادة الرشيدة لتحقيق المصالحة الإثيوبية الإريترية عن استشعار المملكة أهمية هذه الخطوة التاريخية.
وجسد ملوك المملكة العربية السعودية هذا النهج في تاريخ العلاقات الدولية والعلاقات بين الدول، عن طريق إيجاد الحلول الجذرية أو التمهيد الفعلي للتوصل إلى حلول عملية في قضايا مستعصية ومتشعبة، ولم يقتصر الدور السعودي على تسوية الخلافات، بل تجاوز ذلك في إطلاق المبادرات الداعية إلى السلام.
1989: لقد عاش لبنان حرباً أهلية مدمرة استمرت زهاء ستة عشر عاماً لم تتوقف إلا بعد انعقاد مؤتمر المصالحة في الطائف، والذي ضم معظم الأطراف اللبنانية، مما ساعد على إنهاء الصراع المسلح والبدء في عملية التعايش السلمي واستعادة لبنان لدوره الحضاري في المجتمع الدولي.
1990: جاء موقف المملكة العربية السعودية إبان الغزو العراقي لدولة الكويت ليجسد روح الأخوة والتلاحم بين دول مجلس التعاون والدور التاريخي للملك فهد في الدفاع عن الحق والتصدي للباطل، فاحتضنت المملكة السعودية قيادة وحكومة، شعب الكويت، ولم تتردد في تقديم التضحيات وإعطاء التسهيلات وحشد الطاقات حتى تم تحرير دولة الكويت واستعادة سيادتها ووحدة أراضيها.
كما كان هناك مبادرة السلام العربية، وهي مبادرة أطلقها الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- (حينما كان ولياً للعهد) خلال القمة العربية في بيروت عام 2002، وتقضي بإنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967، وعودة اللاجئين، والانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل.
كما كان هناك توقيع معاهدة الصلح بين أطراف القيادات العراقية (سنة وشيعة) في أكتوبر- تشرين الأول 2006 في لقاء تركز على محاولة جمع شتات هذه القيادات لتوحيد الصف ونبذ الخلافات الطائفية والسياسية.
وفي فبراير 2007، شهدت السعودية اجتماع الفصائل الفلسطينية بقيادة الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في لقاء لمواجهة الاقتتال الفلسطين الداخلي.
وفي جدة، وقع الفرقاء الصوماليون عام 2007، على نتائج مؤتمر المصالحة الوطنية الصومالية والتي تتضمن نتائج مؤتمر المصالحة الوطنية.
وفي عام 2017، عرف العالم قمة الرياض وهي سلسلة من ثلاثة مؤتمرات عُقدت بين 20 و21 مايو 2017 بمناسبة زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة العربية السعودية، في أول رحلة خارجية له منذ توليه منصبه، وتضمنت القمة اجتماعاً ثنائياً بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، واجتماعين آخرين، أحدهما مع دول مجلس التعاون الخليجي، والآخر مع الدول العربية والإسلامية.
وفي هذا العام 2018، شهدت السعودية اجتماع المؤتمر العالمي لعلماء المسلمين حول السلم والأمن في أفغانستان.