فهد بن جليد
هناك جينات سعودية مُسجَّلة علمياً بأسماء علماء وباحثين سعوديين اكتشفوها, كثيرون لا يعلمون عن جهود علمائنا ومكانتهم -الإعلام يتحمل جزءًا من المسؤولية- رغم أنَّ حضور السعوديين يُبهر الغرب بأبحاثهم ونظرياتهم واكتشافاتهم مُنذ عشرات السنين, لا يُسَلَّط الضوء - كما يجب - على اكتشافات هؤلاء الطبية والبحثية والعلاجية التي تقترن باسم المملكة وعلمائها إمَّا بشكل مُستقل أو ضمن فرق بحثية على أقل تقدير, عادة ما نعلم عن أبحاث السعوديين واكتشافاتهم من بعض وسائل الإعلام الغربية التي تتابع تلك الأبحاث على استحياء, ولا أعلم متى ينتهي هذا القصور وتنبري جهات علمية وإعلامية محلية لتتبع إنجازات جميع (أبناء وبنات الوطن) غير المسبوقة.
عقول السعوديين من أنشط العقول تفكيراً وابتكاراً وإبداعاً, هذه شهادة يُدلي بها عادة المشرفون على الأبحاث الطلابية في الجامعات الأمريكية والغربية, لن أسرد عليك عشرات بل مئات الأسماء التي اشتهرت في المعامل والأبحاث وقدمت نظريات عدة غيَّرت من وجه الحقيقة العلمية, بل وصحَّحت مفاهيم ومُسلمات طبية - خاطئة - كان العالم يعتمد عليها سابقاً, لعلَّ أشهرها بحث تصنيف فايروس (G) الذي غير به السعوديون العام 2011م المفهوم الخاطئ حول عدم ضرره عند إدارة الغذاء والدواء الأمريكية, إضافة للكثير من الأبحاث والأدوية والنظريات والطُرق العلاجية والبحثية السعودية التي شكلت إضافة علمية هامة على خارطة البحوث العالمية كما فعلت البرفسور غادة المطيري وابتكارها حول (النانو), لتكمل مسيرة من بدأوا قبلها أمثال خولة الكريع وغيرها من علماء السعودية.
السعودية اليوم إحدى أكبر الدول التي تستثمر في العقول والدليل على ذلك أنَّها تبعث أبناءها شرقاً وغرباً للنَّهل من معين المعرفة والعلم, وبلادنا من أوائل الدول التي كرَّمت الباحثين والعلماء من كافة أنحاء العالم وبمُختلف جنسياتهم ودياناتهم (بجوائز عالمية) لعلَّ أشهرها جائزة الملك فيصل العالمية, ما أود أن أتحدث عنه هنا هو كيف نُسوِّق لأنفسنا وعلمائنا بشكل جيد في عصر السوشيل ميديا؟ هؤلاء المُلهمين يجب أن نجعل منهم قدوات لأبناء السعودية بل وللمحيط الخليجي والعربي والإسلامي, لن أطلب من القطاع الخاص إقامة معامل أو دعم أبحاث ونظريات لهؤلاء, لنفكر خارج الصندوق بإنتاج (أفلام كرتونية) قصيرة تحكي قصص هؤلاء بشكل درامي مثير وجاذب, لحفظ تاريخهم وتخليد أسمائهم وإنجازاتهم السعودية في ذاكرة الأجيال, الصفقة استثمارية مُربحة ,تخدم الوطن وتعود على علمائه بالفائدة والاهتمام, فمن يبدأ؟.
وعلى دروب الخير نلتقي.