رجاء العتيبي
تتشابه مشكلات المسرح وهمومه وكذلك يتشابه الهدف التطويري الذي يطمح إليه المعنيون بالشأن المسرحي، نلخصها في الآتي:
1. تهالك البنية التحتية للمسرح.
2. ضعف الخدمات الإنتاجية.
3. غياب التأهيل الأكاديمي للأطقم الفنية.
4. عدم كفاية المخصصات المالية.
5. غياب الأنظمة والقوانين التي تضبط الحراك المسرحي.
ولو تأملنا هذه النقاط الخمس لرأيناها مشروعات كبيرة، تفوق طاقة الجهات الحكومية ماليا وإداريا وفنيا، إذا تأملنا ذلك بعين فاحصة ندرك أن (الفنون) ليست سوى مشروع دولة أكبر من كونها مجموعة أوراق يكتبها أشخاص مجتهدون ومتحمسون، كذلك لا نتوقع أن قسم أو إدارة أو جمعية أو هيئة يمكن أن يفي بطموح المسرحيين وزملائهم من الفنون الأخرى، ويحسم هذه النقاط الخمس، لهذا لا تحل قضايا المسرح والفنون الأخرى ببضع ورقات.
وفي هذا السياق يكون من الضروري أن ترفع المسارح مقاييسها الفنية، بما يتناسب مع رؤية السعودية 2030م وبما يتوافق مع تطلعات المسرحيين لا سيما أن هذا يأتي بعد سنوات طويلة من تعثر المسرح.
أي قصور في مقاييس المسارح التي نعمل عليها، قد يعود بأثر سلبي على الحراك المسرحي في المملكة، وقد يرسخ لدى المهتمين بمجال المسرح أن الجهات المعنية عاجزة عن القيام بنفسها طالما أنها لم تستطع أن تقدم مشروعا مسرحيا يتجاوز زمانه ويصنع علامة فارقة من خلال مسرح مثالي ينأى بنفسه عن الأوصاف السلبية.
إن مهمة اللجنة الاستشارية لتطوير (المسرح) - أي لجنة - تتركز في كيفية إيجاد مسرح (مدهش) على اعتبار أن الدهشة هي جوهر الفنون, وفيها يكمن سر انجذاب الناس للعمل الفني.
ومهمتها الأخرى تأسيس مدينة (إنتاج) تدعم الرؤى الإخراجية والأفكار الكبرى تتبعها (ورش إنتاج) توفر للمخرج كل ما يريده وكل ما يسمح به خياله, بحث يبدأ المخرج عمله وخلفه (خط إنتاج) يوفر له متطلباته الفنية أيا كانت لا يوجد في قاموس هذا الخط الإنتاجي كلمات مثل: (ما نقدر), (صعبة), (يحتاج وقت), (اشتغل على الموجود), (دبر نفسك).