بالأمس كتب الزميلان خالد السليمان وفهد عافت مقالَيْن، الأول في عكاظ، والثاني في الرياضية. المقالان غاية في الروعة، واتسما بلغة راقية «كعادتهما». وفحوى المقالين انتقادهما تصريحات رؤساء الأندية بشكل عام، ولكن المفهوم لدى المتلقي أنهما يقصدان رئيسَيْ الهلال والنصر.. فالسليمان قال إن الإثارة ملح الرياضة، ولكن إذا زاد الملح خربت الطبخة، وأصبح مذاق رياضتنا ممجوجًا. وطالب الرؤساء بتحمُّل مسؤوليتهم أمام الرأي العام والجماهير.
أما فهد عافت فذكر أن الإثارة محيطها الملعب، أما غير ذلك فهو فائض عن الحد. ووصف ما يحدث بأنه مفتعل برأي شريحة كبيرة، وبرأيه أنه لا يطاق، وأنه أكثر من «لعب عيال».
حقيقة، استمتعت بما سطره الزميلان «النصراويان»، وإن كنت تمنيت لو سمَّيا الأشياء بأسمائها، وحددا مَن يقصدان، ومَن المخطئ، ومَن بدأ افتعال المشاكل، وتصنَّع الإثارة «الممجوجة»، ومَن فعل أولاً، ومَن مارس ردة الفعل؟.. فالحياد هنا غاب وإن حضرت الموضوعية؛ فهناك فعل، وهناك ردة فعل، وإن كان البادئ أظلم فإن ردة الفعل أيضًا غير مستساغة لدى كثير جدًّا من المتابعين..
عمومًا، مشاركة الزميلين في هذا الجانب إضافة، وإن طغى عليها الميول حين ساوت ردة الفعل بالفعل، وحين صمتت زمنًا على الفعل الأصفر، ونطقت بعد ردة الفعل الزرقاء.. إلا أنها تُعتبر مشاركة جميلة جدًّا من كاتبَيْن رائعَيْن.