ماذا لو منحنا الخطط التعليمية رؤية مختلفة، وصغناها بحسب ما يعتقده الطلبة أنه الأجود والأكثر حضارية، والأقرب إلى عالمهم!
ماذا لو تركنا الأمر بيد أمنيات الصغار، وجربنا جرأة الفتيان، ومضينا مع الشباب فيما تمليه عليهم أحلامهم..!
ماذا سيكون الحال عليه لو حققنا كل ما سيقوله الطلاب، والطالبات من الصف الأول ابتدائي، وحتى نهاية المرحلة الثانوية رداً على السؤال المطروح (ماذا ستفعل لو كنت وزيراً للتعليم..؟)
سعود اليوسف طالب الصف الثاني ابتدائي وضع أول مقترحاته على الطاولة بسؤال (ليش يخربون نومنا؟) وفي محاولته للإقناع قال: لو نداوم الساعة عشر بأكون مصحصح.
زميله نايف العتيبي يعتبر تغيير وقت الدوام (هذا الصح أصلاً) لكنه يفضل أن يقضي اليوم الدراسي في المعمل والملعب، والمسرح المدرسي.
أما ياسر أبو زيد فهو يرى أن أول قراراته ستكون في وضع مدرج للآباء والأمهات من أجل (يشوفون مباراة عيالهم ويشجعونهم)
الطالبة بدور الفواز في ثالث ابتدائي تنتقد الواجبات المدرسية بجملة (ما حب المدرسة واجباتها كثير) و في محاولة لطرح حلولها قالت (ليه ما نكتب كل شي بالمدرسة؟).
من جانب آخر أبدى الطالب رامي الفوزان استعداده لتقديم المساعدة، وتدريب أصدقائه في حال أصبحت الإسعافات الأولية جزءًا من المهارات الممنوحة في المدارس.
بينما شيهانة الوبدي وشقيقتها شهلة بالصف الخامس ابتدائي ترغبان في استحداث فصول لرقص الباليه، وتعليم الموسيقى، وتحلمان في إنشاء نوادي خارج وقت الدراسة في كل حي.
كذلك صديقتهم رفيف أحمد التي تفضل أن يكون لتعلم صيانة الأجهزة الذكية نصيب وافر يعادل نصيب فصول تعلم الطبخ والفنية.
وترى نوف الجمعان بالصف الرابع ابتدائي أن الرياضة بمختلف مجالاتها (سباحة-كرة قدم -مسابقات الجري) أنها (شي رهيب يخلي المدرسة أحلى شي).
أما الطالب عادل الشهري يقول: إنه كطالب بالصف الأول متوسط فهو وزملاؤه يستحقون أن تكون رحلاتهم المدرسية متوجهة للأكاديميات المهنية، والمؤسسات التقنية، والمستشفيات الرائدة.
يشاطره سلطان الأحمد بالصف الثالث متوسطة الفكرة, ويضيف: أود أن يتم فرض رحلات خارجية للمتفوقين وأصحاب المواهب للمراكز الهامة بالعالم كوكالة الفضاء ناسا، ودور الأوبرا، والمصانع المتطورة.
أسماء القحطاني طالبة الثاني ثانوي تؤكد على فكرة تحسين حقيبة الرحلات المدرسية وتقترح أن تكون هناك رحلات خارج البلد مكفولة للطلبة المبدعين في مجالات مختلفة برفقة الوالدين أو أحدهم في مدة الصيف.
كذلك أبدت سلطانة التويجري طالبة ثانوية رغبتها في تغيير المناهج الدراسية بقولها (نحن جيل يعشق التكنولوجيا ولدينا اهتمامات مختلفة عن السابق ولا بد أن تكون المناهج متوازية مع أفكارنا وطموحاتنا).
المكتبة المدرسية هاجس يشغل هدى الغامدي وترى أن وجود كتب إلكترونية مهم جداً، وتفعيل الدور الترفيهي فيها بوضع أركان للألعاب الإلكترونية الملائمة والمحمية برقابة المعلمين.
الطالب تركي عبدالمحسن لكونه يعاني من انتكاسات صحية تفسد عليه المواظبة الجيدة في المدرسة اقترح أن تُفرض حصص دراسة عن بعد يوثق فيها المعلم حضور طلابه بخاصية إدخال الطالب رمز دخوله، وأن تكون هذه الحصص في بعض المواد مرة أو مرتين في الأسبوع.
التعامل بالتطبيقات الذكية جزئية أثارها فيصل العثمان بالمستوى الأخير في الثانوية (مقررات) وقال: من الفطنة أن يفكر القائمين على التطوير في إنشاء تطبيقات تسهل التعلم، وتجعله أكثر مرونة بما أننا متعلقون بأجهزتنا الإلكترونية كثيراً.
في ذات الاتجاه تعتقد طالبة الثانوي تالا العاصمي أن التطبيقات مهمة في إظهار آراء الطلبة في مكانية حجز وجبة الإفطار، وتغيير وقت الفسحة المدرسية، وإبداء الآراء في مستوى وتعامل المعلمين).
إن الاستماع لعقول الطلبة أشبه بركوب موجة صوتية عالية، تجد نفسك فيها تلاحق ذبذبات لا تلامس الأرض، ولا تستطيع معها إلا الانسياق بحكم الدهشة أحياناً، والمنطقية أحياناً أخرى. وستجد أن الجيل يأمل في استحداث أسلوب تعلم، يحاول به التغيير نحو مساحات أكثر دعماً له ولمستقبله الذي يريد أن يصنعه بأدواته (المتعة- التجربة - المغامرة - الابتكار)..
امنحوهم فرصة المشاركة بقيادة مستقبلهم..
** **
حنان بنت سليمان العجاجي - ماجستير تربية إعلامية، إدارة الإعلام والاتصال «وزارة التعليم»