علي عبدالله المفضي
لفت نظري أثناء مشاهدتي إحدى القنوات العربية أثناء بثها برنامجا يناقش السياحة وإقبال الناس عليها من كافة الجنسيات العربية والأجنبية، حيث ظهر في أحد المشاهد سائح أجنبي يرتدي (شورت) قصير أزرق وقميص برتقالي فاقع، والناس أحرار باختيار ألوانهم، ولكن الملفت ما أكمل به السائح لباسه حيث اعتمر شماغا وعقالا عريضا ظناً منه أنه بهذا الشكل أصبح عربي المظهر، تماما كما كان يفعل الممثلون الأجانب في أفلامهم لرسم شخصية الرجل العربي وهم يضعون فوق رؤوسهم قطعة قماش بيضاء مربعة الشكل وخيطا أسود، معتقدا أنه لا يختلف عن العربي بشكل أو طريقة لبسه.
وهذا الشكل المضحك لا يختلف كثيرا عن مظهر قصيدة عامية اُقحمت بها بعض المفردات الفصيحة التي لا تنسجم ولا تتوافق مع ما حولها من المفردات العامية، والتي تُخرج الأبيات من عاميتها، ولا تدخلها في الفصاحة تماما كما لو رُسم رأس جملٍ على جسم حصان.
وأغلب من يفعلون ذلك يظنون أنهم يجددون في القصيدة العامية، وللبعد عن ظلم التعميم فإن ذلك لا ينسحب على كل كلمة فصيحة وضعت بنص عامي، فهناك من يحسن استخدام الكلمة الفصيحة السلسة المنسجمة مع النص العامي الجميل لتضيف له ما يجعله أكثر جمالا وجاذبية وإطرابا، والمسألة هنا مسألة ذوق وإدراك لا يناله إلا القليلون من الشعراء.