يوسف المحيميد
كتبت في هذه الزاوية الفارق بين رد المسؤول وغير المسؤول، وكيف يجب على من يقود منشأة أن يكون أكثر صبراً وحلماً وأناة من غيره، وأن يتفاعل بذكاء ودبلوماسية مع الآخرين، بالذات أثناء اللقاءات الخارجية، في الشارع، في المناسبات، في الأماكن العامة، حينما يباغته أحدهم بسؤال، أو محاولة استفزاز، أو حتى إساءة لشخصه، وكيف عليه أن يتعلم التحكم بانفعالاته، والتماسك أمام هذه المواقف، بدلاً من تسجيل موقف يسيء لهذه القيادات يتم ترويجه في مواقع التواصل الاجتماعي.
وبالطبع لا يتفق ذلك تماماً مع موقف مدير جامعة شقراء، الذي تلقى سؤالاً عن توطين وظائف أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، وهو سؤال مشروع للطالب، الذي أشار إلى رؤية المملكة 2030، وكأنه يشير إلى أن الجامعة لا تعمل من خلال الرؤية، لإحراج مدير الجامعة في قاعة محاضرات مليئة بالحضور، فما كان من المدير إلا أن اتهم الطالب والجيل السابق، بأنهم السبب في اللجوء إلى كفاءات أجنبية، لعدم قدرة هذه الأجيال على توفير كفاءات أكاديمية في المجال الطبي، ورغم المبررات المنطقية التي أوردها إلا أن انفعاله كان غير مبرر، ولو كانت إجابته دبلوماسية، لبدأ من حيث انتهى سؤال الطالب، وتحدث عن الرؤية، وطموح الجامعة مثل غيرها من المؤسسات العلمية والأكاديمية، لتوطين الوظائف، وتأهيل الكوادر السعودية بما يدعم تحقيق أهداف الرؤية، ثم شكر الطالب على سؤاله ووعد بأن يأتي اليوم الذي يرى فيه هذا الطالب وزملاءه أعضاء هيئة تدريس بجامعات الوطن، ثم استعرض معوقات توظيف الكوادر الوطنية في التخصصات الطبية في جامعات المحافظات، وأيضًا وعد بأن أبواب الجامعة مفتوحة في أي وقت، للكفاءات السعودية المتخصصة، حسب قرارات الخدمة المدنية التي تنص على أن وظائف المتعاقدين تعد «شاغرة» بانتظار إحلال أي مواطن سعودي يستوفي شروط الوظيفة، وهذا حق مشروع لنا، كما هو شأن الدول الأخرى التي تضع هدفها الأول توظيف أبنائها قبل الجنسيات الأخرى، وخفض معدلات البطالة فيها.