«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
من الأدوات الشعبية والتراثية التي ما زالت تستخدم في الحياة الاجتماعية في المملكة والخليج وحتى العديد من دول العالم رغم وصول أدوات تقوم بنفس المهمة. الآن «المنسف» أو الغربال هو عبارة عن أداة مصنوعة من إطار من جريد النخل على شكل دائرة ومن ثم (يسف) حوله وعلى امتداد الدائرة من الداخل سعف النخيل «الخوص» ليكون وعاء من الخوص على حسب الحجم الذي يقرِّره الرجل أو المرأة اللذين يصنعانه. فهناك «مناسف» كبيرة ومتوسطة الحجم وحتى صغيرة.. وتمتاز الشبكة الخوصية المكونة «للمنسف» بعد بارتباطها بالإطار الدائري. بقوة تتحمّل ما يوضع فيها من كمية من «العيش» الرز الذي تتم تنقيته من قبل ربة البيت أو حتى العمال في المزارع أو الدكاكين الذين يبيعون البقوليات والحبوب، حيث تتم عملية «نسف» ما يوضع فيها بحركة متكررة يقصد منها قلب ما فيه من أرز أو حبوب بهدف تنظيفها من الغبار والأتربة وحتى اكتشاف «حبيبات الأحجار» الصغيرة التي قد توجد من ضمن الأرز أو الحبوب والبقوليات.. هذا وتباع «المناسف» باحجامها المختلفة في الأسواق الشعبية بالأحساء. وتتراوح أسعارها من 25 ريالاً للحجم الصغير وحتى 50 إلى 75 ريالاً للمقاسات الكبيرة.
ويحرص زوار الأحساء خاصة الأجانب والسياح على اقتناء هذا المنتج الشعبي والتراثي الأصيل. وبتواضع قام كاتب السطور ومنذ عقود برسم لوحات مختلفة عن هذا المنتج الشعبي «المنسف»، نرى في هذه الإطلاله إحدى لوحاته. ولوحه على القماش لربة منزل تقوم بعملية تنقية «العيش» في المنسف.