د. خيرية السقاف
في بادرة تتعمّق بها «الهيئة العامة للغذاء والدواء» في مضمار العناية الفائقة بصحة المجتمع, بالالتزام الطوعي من قبل الشركات المورِّدة منتجاتها الغذائية للسوف المحلي..
فعقدت مؤخراً مبادرة وسمتها بالطوعية نصت على أن «تلتزم بموجبها الشركات الغذائية الإقليمية والدولية بجعل منتجاتها أكثر صحية» لتخفيض «نسب السكر, والملح, والدهون المشبعة لمنتجاتها بالمملكة», ويجدر هنا أن أضيف إليها «الصبغات الضارة ذات النكهات المصنعة» التي يشغف بها أطفالنا وشبابنا تضر بصحتهم كثيراً..
ومجموع الشركات التي تم توقيعها على المبادرة هي تسع شركات تموّل السوق المحلي بمنتجاتها وجدير بالمواطن معرفتها ليكون عنصراً فاعلاً في التفاعل ليس الطوعي، بل الإلزامي من أجل صحته, وأفراد أسرته, والشركات هي: مارس السعودية الخليجية, ومونديليز العربية, ومجموعة فيريرو, وكلوقز العربية, وبيبسكو العالمية, وكوكاكولا, ويونيليفر, وفريزلاند..
ولعل المبادرة أن تتسع لتشمل بقية المنتجات المحلية, والأخرى لاسيما أن مطاعم الوجبات السريعة, وخبايا المطاعم, ومستودعات الغذاء التي كشفتها لجان الرقابة, والتفتيش قد وضعت يد هيئة الغذاء والدواء, ووزارة الصحة, وأمانات المدن على واقع غير صحي, لا ينبغي أن يقف الدور على هيئة الغذاء وحدها, بل الهيئات الصحية جميعها عليها أيضاً مراقبة الأدوية, وخامات الأدوات الصحية, بمثل ما على كل مؤسسة لها علاقتها, وارتباطها بأي أمر يتعلق بصحة المجتمع, غذاء ودواء, وخامات استهلاك مختلفة بما فيها غيارات الأطفال والمسنين, وتلك الكماليات التي تضعها الصيدليات جوار مكنة تحصيل النقود, أو أرففها الجاذبة.. ونحوه..
إن خطوة الهيئة العامة للغذاء والدواء بهذه المبادرة مضافة بتقدير إلى عجلة العناية بالفرد, وهي بادرة ليست تنضوي تحت الطواعية بل يجدر بها الإلزام الصارم, والتوثيق المقننة ضوابط جزاءاته العقابية, ومثوباته التحفيزية..
بعد أن أصبحت الشركات تعنى بشغف الإنسان هدفها ما يحقق لها الربح المادي بأكثر مما تعنى به من وعيه في ضوء أهمية صحته, وسلامته.
والتحية لها, ولكل مؤسسة في حذوها تجتهد.