سلطان بن محمد المالك
التغيير شيء فطري في النفس البشرية وهو من بديهيات وأساسيات الحياة، فكل الأشياء حولنا تتغير مع الوقت كما قيل (دوام الحال من المحال)، وهذا الأمر في كافة مناشط الحياة الاجتماعية والدينية والسياسة والتقنية والاقتصادية وغيرها، وسوف أركز هنا على التغيير في قطاع الأعمال. البعض منا يستمتع بالتغيير الذي يمارسه في حياته بينما يتعامل البعض معه بنوع من الألم كما أن هناك من يجد في الروتين متعة تعادل متعة التغيير. بينما هناك نوع من الأشخاص يرفضون التغيير ويفضلون بقاء الحال كما هي عليه، هذه الفئة يطلق عليها (أعداء النجاح والتغيير) إن جاز التعبير، وهؤلاء لديهم نوع من الجمود والصلابة في التفكير أو في علاقاتهم مع الآخرين كما أن معظم إمكاناتهم محدودة وكذلك ثقتهم بأنفسهم، هؤلاء لا يكرهون التغيير فقط وإنما هم أعداء التغيير أيضا، لأن الأوضاع المستقرة الحالية تشعرهم بالأمان وكل جديد يشعرهم بالرهبة والخوف.
المشكلة التي تعاني منها العديد من المنشآت الحكومية والخاصة وجود أشخاص من تلك الفئة، وهو يحاربون التغيير بشتى الطرق، هذه النوعية من الأشخاص قد تكون ذات نفوذ ومركز قوي في المنشأة وتستطيع أن تكون لها مجموعة داعمة من الأشخاص الموالين لتوجهاتها ودعمها في محاربة التغيير، وهذه الفئة تعشق أن تتواجد في المنطقة القاتمة والغامضة Grey area، بمعنى أن تعمل على ما تعودت عليه من دون تغيير وبضبابية، فلا تقبل أي ضوابط أو أنظمة أو إجراءات جديدة، تريد أن تستمر في حالة الغموض والفوضوية التي اعتادتها.
فئة أعداء النجاح يمثلون أحد أهم المخاطر التي تحيط بالمنشأة وبالمسؤول الجديد عند التحاقه بالعمل سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، فهم بكل تأكيد سوف يسعون بكل قواهم نحو إفشال أي خطط جديدة للتغيير يتبناها المسؤول الجديد، وهم متعاونون مع بعضهم ويضعون العقبات الواحدة تلو الأخرى مع مقدرتهم الفائقة بأن يظهروا بصفة بعكس ما يسعون له. وما ينبغي أن يقوم به المسؤول الجديد، هو مقاومتهم والمضي قدما في خططه سعيا نحو تحقيق أهداف النجاح، مع التأكيد على ضرورة إبعادهم عن مواقع التأثير في اتخاذ القرار، مثلا نقلهم لمناطق عمل أخرى بعيدة في المنشأة، مع تقليص صلاحياتهم أو تجاوزا سحبها كاملة، أو الخيار الأخير أن يتم ركنهم جانبا بمسميات لا تقدم ولا تؤخر مثلا ( وظيفة مستشار لا يشار).