د.عبدالعزيز العمر
يستحق جميع طلابنا (وليس فقط الأذكياء وأبناء الأثرياء منهم) أن يلتحقوا بمدارس نوعية متميزة وناجحة، وهنا يتفق معظم التربويون على أن هناك بعض السمات أو الخصائص للمدرسة الناجحة أو الفعالة، وإذا ما عرفنا تلك الخصائص التي تميز المدرسة المتميزة عن غيرها وجب علينا كمخططين مركزيين وكقياديين مدرسيين أن ندفع بمدارسنا نحو تحقيق هذه الخصائص، ويأتي على رأس هذه الخصائص وجود «القيادة الفعالة» للمدرسة. في هذا الشأن تؤكد كل المؤشرات البحثية أن الطلاب يتميزون في أدائهم بقدر ما تتميز مدرستهم في قيادتها، وفي كوادرها الأكاديمية والإشرافية. القيادات المدرسية الفعالة ليسوا أشخاصا افتراضيين، بل هم أشخاص حقيقيون يمكنك أن تراهم وهم يعملون جادين على ترجمة رؤية المدرسة وأهدافها إلى ممارسات فعلية على أرض الواقع. في المدرسة الفعالة يجد الجميع - طلابا ومعلمين- من النظام المدرسي توقعات مرتفعة عن أدائهم، ومعلوم أنه كلما كانت التوقعات عن الطالب وعن المعلم عالية كلما تحسن أداؤهم. كما أن من أهم مميزات وخصائص المدرسة الفعالة قيامها بتقييم طلابها بصورة مستمرة، ومن خلال هذا التقييم المتواصل للطلاب يتوفر للمدرسة قاعدة بيانات حول أداء طلابها، وتستخدم المدرسة هذه البيانات في تشخيص مشكلات طلابها، ومن ثم التوصل إلى حلول لها. ومن بين أهم سمات المدرسة الفعالة ألا تكون متضخمة في أعداد طلابها، في مثل هذه البيئة المدرسية الموحشة للطالب لا يشعر الطلاب بأي علاقة دافئة مع زملائهم أو مع معلميهم، وأخيراً، نذكر أن من بين السمات الجوهرية للمدرسة الفعالة قدرتها على الارتباط بمؤسسات مجتمعها المحلي، وخصوصا أسر أو عائلات الطلاب، وفي الولايات المتحدة الأمريكية مثلا هناك برامج وخطط شهيرة تستخدمها المدارس من أجل إدماج مؤسسات المجتمع المحلي ذات الصلة في برامج ومناشط المدرسة.