ناصر الصِرامي
هل أسترسل بعض الشيء في الحديث عن دعم المؤسسات الصحفية من جوانب مختلفة، اقتصادية واجتماعية، ووطنية أيضًا..!
لكنني متردد جدًّا على أمل الإعلان عن شيء ما بعد الاجتماع الأخير الذي (بحث فيه وزير الإعلام الدكتور عواد العواد مع رؤساء تحرير الصحف المحلية مستجدات قطاع الإعلام والإعلام الرقمي، وسبل تطويرهما، لتعزيز مستوى الإعلام السعودي بما يلبي احتياجات المجتمع، ويسهم في رفع الوعي، وخلق النقاشات).
(وجرى خلال اللقاء الذي عُقد في مكتب الوزير بجدة [الأربعاء] الماضي ضمن الاجتماعات الدورية مع الإعلاميين والكتّاب وصنّاع الرأي تبادل الآراء والمقترحات بشأن تطوير صناعة الصحف، والنهوض بها إلى مستوى المنافسة العالمية).
الاجتماع - كما في نص الخبر - ليس طارئًا، لكنه ضمن الاجتماعات الدورية، إلا أن الخبر أضاف بأن الوزير العواد (استمع إلى مداخلات وآراء رؤساء التحرير التي تمت مناقشتها لتحويل ما يمكن منها إلى برامج عمل، تحقق الأهداف الإعلامية المرجوة).
قد أكون متفائلاً، لكنني لا أملك غيره. خسارة المؤسسات الصحفية وتلاشيها واحدة بعد الأخرى - إذا استمر الوضع دون جديد - هذا الانهيار سيكون له انعكاساته الاقتصادية والاجتماعية والمهنية والمستقبلية، بكل جانب يتعلق بالثقافة والإعلام والتدريب والتأهيل والسعودة... إلخ.
إنقاذها إن تم، ووفق دعم مشروط ببرامج وخطط تطويرية، وخلال مدة زمنية محددة، سيؤدي إلى أمل ببقاء عدد منها في المستقبل بكل فاعلية، ويرفع التنافسية إلى أعلى درجة؛ إذ البقاء لمن ينجح!
أعلم أن هناك جهودًا متواصلة، يقوم بها المعنيون بالأمر، لكن أستغرب صمت الصحفيين السابقين واللاحقين عن دعم مهنتهم، والوقوف معها كما يفعل الأطباء والمهندسون والصيادلة والمحاسبون والمهنيون بمختلف مستويات تخصصاتهم!
لدينا مهنة راقية، ومؤسسات لها قيمتها المعنوية والتاريخية في صناعة المحتوى؛ تتطلب المزيد من الاستثمار في جيل جديد إلى طاقمها، جيل جديد وذكي من الصحفيين صناع المحتوى، بكل تخصصاته، ممَّن يملكون أدوات ومهارات الإعلام الاجتماعي.
لكن عوضًا عن ذلك، لدينا صورة قاتمة الآن: هناك مؤسسات قائمة، وهناك المئات طُردوا من وظائفهم، ولا يزال التسريح مستمرًّا، وهناك الآلاف بالانتظار في حال انهيار المؤسسات الصحفية.. ماذا بقي..؟!
أعدكم أن لا أعود إلى هذا الموضوع مرة أخرى، إلا إن دعت الحاجة!
وهذا وعد الصحفي!