فوزية الشهري
سمنة الأطفال تُعد من أخطر المشكلات الصحية، وتؤدي الإصابة بها إلى الإصابة بأمراض خطيرة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الكولسترول.. ومن أفضل الاستراتيجيات للحد منها تحسين النظام الغذائي، وممارسة الرياضة.
المدارس لا يخلو جدار فيها إلا وكُتب عليه نصيحة صحية أو غذائية للتوعية، وكذلك مناهجنا وبرامجنا تهدف جميعها للهدف نفسه.. وفي مجمل الحياة المدرسية إذا أُحسن استخدامها تمثل مصدرًا للنمو والتطور الجسدي والنفسي، ولكنها قد تؤدي للعكس تمامًا إذا أُسيء التصرف فيها؛ لذلك وجب الترتيب لحسن استثمارها.
مجرد أن يرن الجرس معلنًا للتلاميذ بداية وقت الفسحة المدرسية، وشراء وجبتهم من المقصف المدرسي في هذا الوقت القصير، يتم نسف كل ما تقدمه المدرسة من برامج إرشادية لنمط غذائي صحي، وكل الجداريات التوعوية، وكل ما يردده المعلم يوميًّا (العقل السليم في الجسم السليم)، و(الوقاية خير من العلاج).. المقصف المدرسي عبارة عن دمار صحي، وتناقض بين ما نلقن وما نبيع للأطفال فيه! وجبات غير صحية، حلويات، عصيرات مصنعة، تحتوي على كميات كبيرة من السكر، كلها تؤدي إلى أمراض، وسمنة، وفرط حركة، وعدم تركيز نتيجة لفرط تناولهم الحلويات.. وهذا أول الآثار الملاحظة، وهو ما يعاني منه المعلمون بعد عودة التلاميذ من فسحتهم.
كل هذا نستطيع التغلب عليه والمحافظة على صحة أطفالنا إذا تم إصلاح المقصف المدرسي، وذلك بإنشاء شركة وطنية لإنتاج وجبات صحية بأسعار رمزية، ستوفر لنا الكثير، وتجنِّب أطفالنا شرور الأمراض والسمنة.. كما أن هذا المشروع سيوفر وظائف للكثير، ويخفف الإنفاق على علاج المصابين بالسكري وتسوس الأسنان والمصابين بالسمنة.
مع عدم إهمال الرياضة التي سأكتب لاحقًا عنها في مدارسنا.. مع تمنياتي بإنعاش وإصلاح سريع للمقاصف المدرسية.
الزبدة:
هناك آلاف الفؤوس التي تضرب في فروع المشكلة، وفي المقابل شخص واحد يصيب جذرها.