«الجزيرة» - خاص:
حين هاتفت سامي الجابر بعد إعفائه من رئاسة الهلال وجدت الرجل الحديدي هو هو؛ لم يتغير؛ فالصوت والنبرة هي نفسها التي عشتها بعد نهاية مباراة منتخبنا مع المغرب، وتسجيله هدف الانتصار الأول لمنتخبنا في مشاركاته بكأس العالم. فالنجم العشريني الشاب في 1994م المتميز بالحكمة والهدوء والرزانة هو سامي الرئيس الذي قاد فريقه للتو للفوز بأولى بطولاته الموسم بكأس السوبر المهمة والصعبة.. والمهم وجدته هادئًا رصينًا متقبلاً قرار إعفائه، ومتمنيًا لخلفه كل التوفيق والنجاح. وحين سألته ماذا حدث؟ رد بهدوء: «أبدًا، المسؤولون لديهم رؤية، وهدفهم بالتأكيد مصلحة الوطن، كما نحن. وأنا متقبل القرار، وأتمنى لأخي الأمير محمد بن فيصل التوفيق، وأن يستمر الهلال بطلاً، ويعزز زعامته للأندية السعودية والآسيوية». ومضى يقول: «لا بد أن أشكر معالي المستشار رئيس هيئة الرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ؛ فقد قدم للأندية أكثر مما تتمنى، وعالج مشاكلها، ووضعها في الطريق الصحيح. وأنا مغادر إلى نيويورك لمقابلة معاليه، والاستئناس برأيه وتوجيهاته». وعن تعيينه مستشارًا ومسؤولاً عن العلاقات الدولية قال: «منذ وعيت على هذه الدنيا وهدفي وهمي خدمة وطني من أي موقع، وأنا رهن إشارة الوطن وقيادته؛ فخدمة الوطن شرف لأي إنسان، وأنا بحمد الله حظيت بهذا الشرف لاعبًا وإداريًّا ورئيسًا لأكبر الأندية السعودية، والآن أنتظر التكليف الأخير، وسأبذل فيه قصارى جهدي لتقديم كل ما أملك من خبرات لمصلحة وطني وشبابه ورياضييه».
سامي تمنى لخلفه النجاح، وتوقعه قائلاً: «الهلال بيئة خصبة للنجاح، والأمير محمد بن فيصل يمتلك أدوات النجاح من خبرة ونجوم وجماهيرية طاغية بوجود المدرج الضخم.. لا خوف على الهلال أبدًا أبدًا..».
وخلال المكالمة أشاد الجابر كثيرًا بمعالي المستشار تركي آل الشيخ، وبما يقدمه للوطن ولرياضته وشبابه.. متمنيًا لمعاليه الشفاء، والعودة إلى أرض الوطن.
بقي أن أشير إلى أن المكالمة خاصة، ولم أستأذن النجم الجماهيري الكبير لنشرها، ولكن رأيت أن من الظلم أن لا يطلع الجميع على رأي أحد أشهر وأهم أساطير الكرة السعودية في واحد من المواقف الصعبة التي يجيد التعامل معها بحرفية تُدرس.