د. أحمد الفراج
نعاود الحديث عن كتاب الصحفي، بوب وودوورد، الذي ذكرت في مقالاتي السابقة أنه مسيّس، ويهدف لإلحاق الضرر بالحزب الجمهوري، في الانتخابات النصفية القادمة، ولا زلت في حالة ذهول من دخول وودوورد، وهو الصحفي الثري والشهير، في معمعة هذه الحرب الشعواء على ترمب، ما يجعلني أحيانا أشك في أن المؤسسة الرسمية وراء هذه الحرب على الرئيس، نظرا للسوابق التاريخية للصحفي وودوورد، الذي يرتبط بعلاقات قوية مع أقطاب واشنطن، ويحصل على معلومات لا يحصل عليها غيره، فعلاقته بالساسة، مع فارق التشبيه، ليست بعيدة عن علاقات هيكل مع عبدالناصر، بل إن خصومه يتهمونه بأنه لا يحصل على المعلومات الحصرية مجانا، بل تبعا لنظرية «المعلومة مقابل التلميع والتسويق»، ويضربون مثلا بعلاقته مع الرئيس، جورج بوش الابن، التي تحتاج لمقال مستقل.
لست هنا في وارد الحط من قدر بوب وودوورد، فهو صحفي بارع، ويصنف على أنه أفضل معدّي وكتّاب التقارير الصحفية. هذا، ولكنني وجدت في ثنايا ما تسرب من الكتاب، ما يجعلني على يقين، بأن هدف الكتاب الرئيس هو هزّ الثقة بترمب، على أمل أن يخسر الجمهوريون معركة الانتخابات القادمة في نوفمبر، وسأتطرق هنا لأخطر معلومة وردت في الكتاب، وهي المعلومة، التي لو صدّقها الجمهور، لكان لذلك أثرًا بالغًا على نتائج الانتخابات القادمة، فالمؤلف ينقل عن مصدر مجهول، أن ترمب قال عن وزير العدل، جيف سيشون، إنه: «جنوبي غبي»، ويحسن هنا أن أتحدث عن تاريخ علاقة ترمب بالوزير سيشون، فقد كان الأخير عضوًا في مجلس الشيوخ، ومن أوائل مؤيدي ترمب، وأشد أنصاره، ونشأت بين الرجلين علاقة قوية وخاصة للغاية.
بعد انتخاب ترمب للرئاسة، كافأ كل أنصاره، الذين كان من ضمنهم وأهمهم، السيناتور عن ولاية الاباما، جيف سيشون، ورشحه لوزارة العدل، وبعد أن وافق مجلس الشيوخ على تعيينه بصعوبة، وبفارق صوت واحد، تفجرت قضية التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، وتحت ضغط الديمقراطيين والإعلام، أعلن وزير العدل أنه سيتنحى عن نظر القضية، وسيوكل ذلك لنائبه، وذلك نظرًا لعلاقته الخاصة مع ترمب، وخوفًا من الانحياز، وهو الأمر الذي أغضب ترمب، وتحدث عن ذلك علنا، وبدأ ينتقد سيشون، ثم ومع مرور الوقت، تزايدت حدة الشقاق بين الرجلين، لدرجة أن ترمب الآن، يهاجم وزير العدل، في حسابه على تويتر بشكل مستمر، ويتهمه بأنه صار منحازًا ضده، ونظرا لخطورة اتهام ترمب بأنه نعت سيشون بـ: «الجنوبي الغبي»، فسيكون الحديث عن ماذا يعني هذا الاتهام، والآثار المتوقعة له على نتائج الانتخابات القادمة هو موضوع المقال القادم