د.عبدالعزيز الجار الله
قال الأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة مساء الخميس الماضي في الرياض أثناء افتتاح معرض (كنوز الصين) الآثار الصينية، قال: الصين دولة عظمى في السياسة والاقتصاد والاستثمار وتحرص على التواصل الثقافي مع الدول.
وصلت الرسالة للحضور من سفراء الدول ومن الدبلوماسيين والمهتمين بالآثار والثقافة والإعلاميين وصلتهم الرسالة التي يريد الأمير سلطان إيصالها للحضور والداخل المحلي وحتى لوطننا العربي ومضمونها: ما الذي يدفع دولة عظمى مثل الصين على الاهتمام والحرص على المحافظة ونشر ثقافتها التاريخية؟
وهي أي الصين لها ثقلها السياسي، والاقتصادي والاستثماري وتشكل 7% من مساحة الكرة الأرضية 9.7 مليون كيلومتر مربع، ثالث دولة في العالم من حيث المساحة، والدولة الأولى من حيث تعداد السكان 1.4 مليار نسمة، وثاني اقتصاد عالمي، بلاشك أن الدوافع كثيرة لكن أبرزها الهوية والسيادة والانتماء، وهذا لا ينقص حق دول عظمى وكبرى تتمسك بإرثها الحضاري والثقافي والتاريخي مثل أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا واليابان والشواهد ماتمتلكه كل دولة من متاحف ومعارض دائمة لمعروضات تاريخية وإرثها التراثي العمراني والاجتماعي.
هذا يقودنا للداخل المحلي عندما لا يهتم مجتمعنا بالآثار والتراث الشعبي والعمارة التقليدي والموروث الشعبي المادي والمحكي، وينظر لها البعض أنها من موروث الماضي المعيب، ودليل على تخلف الماضي، وبالمقابل الدول العظمى تحافظ على الموروث باعتباره ممتلكات ثقافية، وكنوز تقع على الجميع مسؤولية الحفاظ عليها.
أما الاهتمام العربي في الإرث الحضاري والآثار فقد استيقظنا على الواقع المر، عندما تحولت الشواهد الحضارية الثابتة والمنقولة إلى هدف من أهداف المتقاتلين في ثورات الربيع العربي، فقد طالها التدمير والسرقات والمتاجرة بها، وتحولت دول الربيع إلى سوق تجاري لمسروقات الآثار والتراث، والبلدات التاريخية ساحات حرب.
الآثار ليست من المكملات السياحية أو هي اكسسوارات اللقاءات الثقافية هي جذور للانتماء الوطني، والهوية الوطنية وسيادة الدول.