حميد بن عوض العنزي
نعرف أن الغش التجاري دائماً يستوطن في الأسواق الكبيرة والنشطة وما تقوم به وزارة التجارة من كشف العديد من عمليات الغش الكبرى يشكل أحد أوجه الحرب التي بدأت تشن بشكل قوي في أوجه عصابات الغش، وهي تأتي بعد سنوات طويلة من تغلغل هذه العصابات في السوق السعودي بسبب ضعف الرقابة في العقود الماضية والذي كان لأسباب كثيرة.
نحن اليوم نواجه حرب واسعة الانتشار بقوائم هائلة من السلع ومنها ما يشكل خطراً على حياة الناس مثل الإطارات والأدوية والأطعمة وغيرها كثير، وأتوقع أن مع أنظمة العمل الجديدة والتي تضطر معها بعض فئات العمالة إلى المغادرة أن تتوسع بعض هذه الفئات بارتكاب جريمة الغش وإذا كانت وزارة التجارة تقوم بفعل ملموس في هذه الحرب، إلا أن الجهات الأخرى المعنية مثل البلديات يجب أن تتحرك بشكل أكبر فيما يقع تحت اختصاصها من المطاعم، وأعتقد أنها من أكثر الأماكن التي يمكن أن يمارس فيها الغش، وقد شاهدنا قبل أيام كيف العمالة تستخرج من مكب النفايات بالرياض بعض المواد الغذائية لتعيد بيعها -وللأسف أن تصل الأيادي إلى المكب دون وجود من يمنعها- وحتماً إنها ستبيع ما استخرجته من مواد على المطاعم التي تبحث عن الرخيص لتقدمه للمواطن على أطباق متنوعة الأضرار.
لذا من المهم أن يخصص للأطعمة والمطاعم حملات رقابة دورية متقاربة زمنياً ومستمرة لأن أغلب هذه المطاعم هو بيت الداء، وبعضها تستخدم مواد مجهولة مثل الزيوت التي أحياناً تكون بعبوات لأول مرة نراها وغير موجودة في الأسواق، بمعنى أنها تعبأ وتسوق فقط للمطاعم وحتماً إنها تباع بأبخس الأثمان مما يدل على ضعف جودتها ولا يستبعد أنها تحتوي مواد ضارة بالصحة.