الْحَجُّ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الْخُطَبِ
فِي عَجِّهِ الحَدُّ بَيْنَ الصِّدْقِ وَالْكَذِبِ
الحَجُّ أَبْلَجُ فِي وَضَحِ النَّهَارِ يُرَى
مَنِ الَّذِي يَخْدِمُ الحُجَّاجَ عَنْ كَثَبِ
الحَجُّ يَشْهَدُ وَالتَّأْرِيخُ يُثْبِتُ مَنْ
أَفْعَالُهُ قَدْ أَزَالَتْ لَوْعَةَ التَّعَبِ
الحَجُّ يَشْهَدُ مَنْ يَهْذُو بِحُرْقَتِهِ
وَالْحَقُّ يَفْرِي كِلَابَ الجَوْرِ كَالشُّهُبِ
بَاءَتْ حَنَاجِرُهُمْ بِالذُّلِّ خَاسِرَةً
تَجُرُّ أَذْيَالَهَا سُودًا إِلَى صَبَبِ
الحَجُّ أَبْلَجُ قُلْ مُوتُوا بِحَسْرَتِكُمْ
أَنْتُمْ وَكُلُّ حَقُودٍ خَابَ فِي تَبَبِ
دَهْرٌ يَمُرُّ بِنَا سُودٌ عَجَائِبُهُ
مَنْ عَايَشَ الحُقْرَ لَا يَخْلُو مِنَ العَجَبِ
هَذِي البِلَادُ حَبَاهَا اللهُ مَكْرُمَةً
ضُيُوفُهُ فِي حِمَاهَا طِيبَ مِنْ صَحِبِ
جَاؤُوا إِلَى مَكَّةَ الغَرَّاءِ تَحْضُنُهُمْ
طِيبُ الإِقَامَةِ مِنْ فُرْسٍ وَمِنْ عَرَبِ
فَالعَيْنُ تَحْرُسُهُمْ وَالرُّوحُ تَصْحَبُهُمْ
وَالنَّفْسُ تَمْشِي لَهُمْ فِي غَايَةِ الْأَدَبِ
لَوْ كَانَ ضَيْفًا لَنَا قُمْنَا بِوَاجِبِهِ
فَكَيْفَ مَنْ أَوفَدُوا فِي أَفْضَلِ الْقُرَبِ
نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ مَنْ رَامَ أُمَّتَنَا
كُنَّا لَهُ كَحِرَابٍ فِي يَدِ الْحَرِبِ
وَمَنْ رَمَى قُرْبَنَا فِي كُلِّ نَائِبَةٍ
نَكُنْ لَهُ دَهْرَنَا أَحْلَى مِنَ الْعِنَبِ
سَلْمَانُ قَائِدُنَا وَالدِّينُ مَنْهَجُنَا
وَالأَمْنُ غَايَتُنَا عَنْ سَيْء الْكُرَبِ
هَذِي السُّعُودِيَّةُ الأَسْنَى إِذَا وَقَفَتْ
تَخِرُّ مِنْهَا جِبَالُ الْعَابِثِ اللَّعِبِ
هَذِي السُّعُودِيَّةُ الأسْمَى إِذَا نَطَقَتْ
أَصْغَى لَهَا عُنْجُهِيٌّ خَائِبُ الْحَسَبِ
اللهُ أَكْرَمَ بِالتَّوْحِيدِ أُمَّتَنَا
وَأَنْزَلَ اللهُ فِينَا أَفْضَلَ الْكُتُبِ
وَاخْتَارَ فِينَا رَسُولًا مِنْ عَشِيرَتِنَا
مُحَمَّدًا خَيْرَنَا فِي الأَصْلِ وَالنَّسَبِ
قَدْ جَاءَ بِالمِلَّةِ البَيْضَاءِ ظَاهِرَةً
أَنْقَى وَأَصْفَى تَعَالِيمًا مِنَ الذَّهَبِ
عَلَيكَ صَلَّى إِلَهُ النَّاسِ مَا هَتَنَتْ
سَحَائِبٌ فِي فَضَاءٍ وَاسِعٍ رَحِبِ
** **
- شعر/ عبدالله فهد الواكد