لنا في عبادِ اللهِ ما كان ظاهراً
وليس لنا في الخلْقِ ما كان خافيا
فكم مُظْهرٍ تقوى يسرُّكَ إنْ بدا
ويمسي مع الإجرامِ خلاًّ مُواليا
ويلقاكَ إذْ تلقاه بالبِشْر باسماً
وإنْ غبتَ يأكلْ منكَ ما عزَّ جافيا!!
وكم شامخٍ مِثلَ الرَّواسي تخالُه
فإنَّ هبَّ ريحٌ للدُّنى خرَّ واهيا
يُريكَ دروساً في [التَّعَقربِ] مُوعِداً
ولكنَّه يَهْوِي كأشعبَ لاعيا!!
هو القلبُ إنْ أقصى الرِّياءَ مخافةً
تسامى فأقصى كلَّ ما كان دانيا
وإنْ شاهَه حبُّ النِّفاقِ تدنَّستْ
مساعيهِ لو أبدى لنا السَّعيَ زاكيا
فلا تبتئسْ إن ضقتَ يوماً بأخرقٍ
ففي النَّاسِ- أيضاً- من يسرُّكَ وافيا
أجُلَّكَ قابلْ من يُغيظُكَ باسماً
وقابلْ جميلاً بالدَّماثةِ راضيا
فما ينفعُ الإنسانُ في هذه سوى
جميلٍ لأخرى.. فاز من عاش راجيا
** **
- شعر/ منصور دماس مذكور
27 /10 /1439هــ
dammasmm@gmail.com