* مفتتح: ((لا تتوقف قافلة الإبداع في سيرها عند مرسى معين، طالما الإلهام كان وقودها في حياة الشاعر – أي – شاعر – فهي تجول وتصول عبر البحار والشطآن على وقع الألحان الأخاذة والأمواج الراقصة يحدوها الحنين والشوق إبداعاً ورؤى وأخيلة حانية)).
* بداية: (كوكب الأحلام) ديوان جديد للشاعر الملهم الدكتور سالم بن رزيق بن عوض، ويقع في (112) ص من القطع الصغير لعام 1438هـ ويحتوي على (22) قصيدة من الشعر العمودي المقفى الموزون.. ويعتبر الديوان الثاني عشر للشاعر حتى الآن.
* مع النصوص: يصول بنا الشاعر ويجول – كعادته – عبر بحار الإلهام وأنهار الوجدانيات يستنطق لنا – مكنونها من عوالم الإبداع وبديع الصور وهمس النسائم في ألحان أخاذة تشنف الأسماع وتؤنس الألباب، كما يصور لنا ذلك في سيمفونيته (عروس الجمال، ص27).
شرب الحسن، فارتوى كل عضو
وأنار الجمال خلف السوار!
يوسفيُ الزمان يغوي العذارى
فالعذارى في دلها كالجواري
عنونت ثغرها بلون الدوالي
ومشى الليل خلف شمس النهار
فتنة الكون حسنه ورؤاه
وعروس الجمال بين الضواري
عشق الفن لونها وهواها
وسماها وشمسها والدراري
ورمى بالفؤاد بين الأزاهير
وبين الأغصان بين الثمار
بين طهر الحياة بين معانيها
وبين الورود بين العرار
كلما هزت الحياة قناة
أشرقت كالحياة بين البراري!
* أما حب الوطن، وصدق الانتماء له.. أرضاً.. وناساً.. وقيادة.. فهو ما جبل عليه الشاعر وتفانى في سبيله منذ نعومة أظفاره، وهو الأنشودة المفضلة التي لا تفارقه في حله وترحاله، وفي معزوفة «وطن النجوم» ص «13» يطوف بنا من خلالها أرجاء الوطن في سمو وفخر وعقيدة وعروبة وصدق انتماء ..
هذي الرياض على الرياض أميرة
جذلى! تضوع الحسن في الفلوات
وتعطر الأرجاء من أرجائها
كالفل يمرح في قلوب ذواتي
هذي من البحر الجميل عروسه
أخت الجمال على أريج حداة
تزهو على الأنفاس في أنفاسها
وتضمخ الأيام بالنظرات
وتطرز الغدوات من غدواتها
وتطرز الروحات بالروحات
هذا هو البيت الحرام ومكة
الحسنا؟ وكل الخير في الركعات
هذا منى الإيمان يعبق طهره
والطهر خير الطهر في عرفات
هذا الحطيم وذا المقام وذا الهدى
والحجر يشرق في هدى الرحمات
هذي المدينة في السماء غمامة
تعلو على الأيام والسنوات
وربيعها فوق الزمان وفوقه
والفل والريحان في اللفتات
* وفي حب الرسول صلى الله عليه وسلم، وجهاده في إبلاغ رسالته الخالدة إلى أصقاع الدنيا، وشكوى ما آلت إليه الأمة، وما أصابها من فتن وفرقة، في الزمن الحاضر، والتضرع إلى الله في رفع مصابها الأليم، وأحزانها المؤلمة، بأن يغير الله حالها المتردي إلى حال يكون أحسن حاضراً ومستقبلاً إنه على كل شيء قدير.. يقول في قصيدة بعنوان (الرسول صلى الله عليه وسلم، ص 97):
يا سيد الأخيار ثارت هاهنا محن
وما زال البلاء بلاء
وتقدمت أمم! وزلت هاهنا قدم
ويشقى في الورى الفقراء
ونحت ملايين الشعوب عن الهدى
واجتاح عالمها الجميل هراء
تركت طريق الخير وهو نجاتها
واقتادها في لهوها الإغواء
يا سيد الأخيار هل من عودة
للحق؟ أم حانت هنا اللأواء!
هل هذه الأوزاع جسم واحد؟
وهل العروبة وحدة وبقاء؟
هل تلتقي هذي البحار من الورى؟
فيفيض في كل الوجود الماء؟
بزت خيولك كل خيل جامح
والشمس في كل الأنام سماء!
يا سيد الأخيار حبك نعمة كبرى
وناموس الحياة غذاء
ومعين أرواح وفيض سعادة
يقتاته عبر المدى العلماء
ويصور الدنيا بأحسن بهجة
ويزينه في المؤمنين بهاء
صعدت بك بالآيات في معراجها
وتشرفت في مدحك الشعراء!
* خاتمة: يظل الشعر الجميل المعبر، الأنيس في الوحشة، والترويح عن النفس ساعة المعاناة، والرفيق قبل الطريق في السفر والغربة، ورؤى الشاعر في قصائده لا يخرج معظم مدلولها عن ذلك، وهي سجية الشاعر المبدع في حياته (إبداعاً وفناً).
** **
- علي خضران القرني
Ali.kodran7007@gmail.com