د. صالح بن سعد اللحيدان
يكثر الاشتباه في كثير من المفردات ذات الدلالة الظاهرة على معنى واحد بينما الحق أن المعنى مختلف هذا إنما يبينه ويرسم صورته الداخلية دلالات الحس بالقرينة أو دلالات الحس بالمعنى، وفي هذا الجزء من هذا المعجم أبين صورة لعله لا بد منها ويزيل الإشكال وخلط المفهوم بين شيء وشيء آخر، وهذا مثاله البيت فإن له عدة معانٍ يفصل في هذا ما يدل عليه من نسق ظاهر أو دلالة باطلة.
وعلى هذا الأساس أبين المراد من هذا على هذا النحو.
1 - البيت: البيت المعروف السكن.
2 - البيت: يراد به القصر وهو يكبر ويصغر حسب صفاته لكنه يختلف عن البيت المعروف.
3 - البيت: بيت الشعر من الصوف.
4 - البيت: بيت من الكتان أي القطن المشوب بالصوف.
5 - البيت: المأوى الخاص كالخان والغرفة.
6 - البيت: بيت السبع والضب وكل جاحر يجحر فيه أي يسكن ويأوي إليه.
7 - البيت: يطلق هذا على أكمام الطلع في النخل (بيت الطلع)
8 - البيت: ويطلق عليه أحياناً الصندوق لكن أياً ما كان من هذا أو ذاك فالصندوق غالباً يكون بيت الأساور الخاص بالنساء كالذهب مثلاً.
9 - البيت: بيت السيف تجوزاً وإنما هو الغمد
وأصل هذه الكلمة مأخوذة من وصف مستقل من بات/ يبيت / بيتوته.
10 - البيت: يطلق على بيت الشعر بكسر الشين وجمعه أبيات ولا يطلق على جزء البيت أنه بيت شعر لكن يطلق على صدر أو عجز وسمي الشعر بيتاً يقصد به البيت الواحد للقصيدة كلها.
ويقال في ضرب الأمثال لإضافة المعلومة (أزيدك من الشعر بيتاً) وسمي كذلك لأن غالب الشعر يحكي فيه البيت معنى واحداً ما لم يتسق فيما بعده ومع هذا يطلق عليه البيت من الشعر.
وجمع البيت الحسي المسكون بيوت.
قال الله تعالى في سورة يونس (واجعلوا بيوتكم قبلة) أي صلوا في بيوتكم حال الخوف لتكون بمنزلة المسجد خلال ظرف معين فقط.
وأصل المسكن خلال البيت هو سكن النفس والبدن وهذا يجلب الأنس وراحة البال والطمأنينة.
الحادي عشر/ يطلق هذا أيضاً على بيت الكتاب وذلك أنهم يضعون الكتاب في ثوب يدخلونه فيه ثم يربطونه من الوسط حفاظاً عليه من الغبار ونحوه.
ثم في هذا الحين صنعوا بيوتاً من قرطاس قوي غالباً يشبه الغلاف من جهتين.
وهناك اختلاف في المعنى وقد يختلف اللفظ كذلك بحسب القرينة وإنما أورد هذا مما قد يثير الأسئلة عنها وذلك نحو:
1 - يبيت الطوى يكسر الطاء يراد به يبيت جائعاً.
وقد يكون القائل يريد النهار لكنه يورد هذا من باب التغليب.
2 - بيت الحزن وأحياناً يكون الجمع (بيت الأحزان) يراد به القبر.. وهذا كان يطلقه أهل الجاهلية فنفاه الإسلام لأنه قد يكون بيت راحة وأنس للمؤمن التقي.
والحزن هنا يشمل البيت وأهله الذين يحزنون عليه.
3 - بيت الطاعة نص الفقهاء على أنه بيت الزوجية لمن نشزت مخطئة فإن القضاء يوجب عليها الرجوع إلى بيت الزوج ما لم يكن هو المخطئ فإن كان كذلك ولم يتم الصلح ورفضت العودة فإن القاضي حينئذ يفسخ النكاح إذا توفرت أسباب ذلك فإن لم تتوفر تلك فيذهب القاضي إلى طلب الخلع فتخلع الزوجه نفسها فتعيد الزوجة للزوج المهر كما جاء في الصحيح (أتردين عليه حديقته) في قصة معروفة عند المحدثين.
4 - بيت السلاح: وهو مخزن السلاح يوضع فيه العتاد.
5 - بيتوتة: على وزن مفعولة وقيلولة يراد بهذا النوم القليل من أول الليل حتى يقوم آخر الليل تهجداً.
6 - بياتاً لا يلزم من هذا النوم فإن الله جل وعلا قال من باب الوعيد (بياتاً أو هم نائمون) لأن غالب الآثام إنما تكون في البيت ليلاً أو نهاراً خاصةً وقت الضحى لمن أراد أن يقون بالمعصية خاصةً الحمو.
وأورد الآن شيئاً ذا بال عما يكون من الناحية الطبية العضوية والنفسية فأذكر أن النوم أصل في هذه الحياة فالكل ينام إلا لمن أراد الله له غير ذلك.
والنوم ثلاثة أنواع أصلاً: النعاس ويطلق عليه السنه بكسر السين والوسن والنوم المستغرق والنوم أصل لصحة أياً كان فالإنسان ينام ما بين 20 حتى 40 سنة يحتاج إلى 8 ساعات وما فوق ذلك حتى سن 70 قد يكفيه 6 ساعات.
ولا يغني نوم النهار عن نوم الليل وهذه آية من آيات الله تعالى فقد جعل نوم الليل سباتاً.