موضي الزهراني
لاحظنا في الآونة الأخيرة التسابق على الشهرة في مواقع التواصل الاجتماعي بأساليب لاتمت للإنسانية بصلة، ومن أحدها وأسوأها» الاستغلال الإلكتروني للأطفال» والاستخفاف ببراءتهم وتعريضهم لعبارات ومواقف تفوق مراحلهم العمرية بسنوات طويلة، وتسيء لقدراتهم العقلية ونظرتهم الاجتماعية البريئة لمن حولهم! وكذلك التسول الإلكتروني بهم من أجل الكسب المادي السريع! وبالرغم من أن المادة الثالثة من نظام حماية الطفل الذي صدر في عام 36 هجري تنص على أنه: (يعد إيذاء أو إهمالاً تعرض الطفل لأي استغلال مادي أو في الإجرام والتسول... الخ من المواقف المسيئة لكرامته وإنسانيته، كما تنص اللائحة التنفيذية للنظام: بأنه على الجهات ذات العلاقة منع استغلال الطفل في التسويق التجاري، وماتنص عليه أيضاً المادة الخامسة في حقه من الحماية من جميع أشكال الإيذاء والإهمال) إلا أنه للأسف الشديد مازال الاستغلال بأشكاله المختلفة مستمراً من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة (السناب شات ) الذي يلجأ كثير من مشاهيره للترويج ليومياتهم وبضاعاتهم ومواقفهم التي تكاد في أغلبها سطحية وتافهة في ظهور الأطفال المقربين لهم معهم وبشكل يسيء لبراءتهم وطفولتهم! وهذا بلاشك يدل على عدم وعيّهم واحترامهم للأنظمة الحقوقية وعقوباتها التي لابد من نشرها بشكل أعمق مماهو عليه الواقع الآن! فالأنظمة الحقوقية سواء كانت تعالج الحقوق الاجتماعية أو المعلوماتية لم تغفل حق الطفل في حمايته وصيانة كرامته وإنسانيته، مما يتطلب عدم الاستهانة بتنفيذ لوائحها التنفيذية والتشديد على الجهات ذات العلاقة في محاسبة كل من تسول له نفسه الاستمرار في استغلال براءة الأطفال، وإكسابهم سلوكيات تجارية تسيء لنضجهم الاجتماعي والسلوكي! فالاستهانة بشكل يومي في ظهور الطفل في مواقف مخزية تكسبه استهانة لاشعورية بالمبادئ الأخلاقية، مما ينتج لنا جيلاً لايحترم الأخلاقيات ولايقدرها أدنى تقدير! لذلك فإن مسئوليتنا لمحاربة هذا الاستغلال أصبحت عظيمة على الأفراد والمؤسسات، ابتداء من الرفض والتبليغ عن هذا الاستغلال، إلى التجريم والتشهير وتطبيق أشد العقوبات لمن تسوّل له نفسه الاستمرار في انتهاك براءة الأطفال والمتاجرة بها.