فهد بن جليد
في كل مرة أحسبُ فيها عمري (بالتاريخ الميلادي) عند تعبئة البيانات الشخصية في أي استبانة أو استمارة أشعر بالرضاء الداخلي -لا أحد يريد أن يكبُر- بالتأكيد، ولكن هذه سُنَّة الحياة مع مرور السنين والأعوام، المُعضلة التي أحاول التخلص منها هي أنَّني لا أتذكر عمر زوجتي - نفع الله بها - سوى (بالتاريخ الهجري) وأكتبه عادة كذلك، ربما بسبب ضعف الذاكرة والعلم عند الله، ما جعلها تعتبر الأمر حيلة (غير بريئة) وتسجل اعتراضها وامتعاضها في كل مرة، في نهاية المطاف ننشغل بأمور أخرى أكثر أهمية، ونؤجل الحديث حول موضوع العمر، وطريقة احتسابه الصحيحة إلى حينٍ لم يأتِ بعد!.
لسنا وحدنا من لديهم أكثر من طريقة لحساب العمر (بالهجري والميلادي)، على اعتبار أنَّ عمرك الهجري يزيد سنة واحدة كل 33 سنة ميلادية، ثقافات أخرى تحسب السنين والتواريخ بطُرق مُختلفة ومُتباينة، أكثرها غرابة الطريقة الكورية في حساب عمر الطفل ( + سنة ) مُنذ يوم الولادة، بحجة أنَّه بقي في بطن أمه 9 أشهر كاملة، كما أنَّ الطفل الذي يولد في الأشهر الأخيرة من السنة الميلادية يتم ( جبرها) لصالحه بنفس طريقة التصحيح التقليدية في الاختبارات المدرسية، باحتسابها سنة إضافية مع بداية العام الجديد، ومن الأغرب كذلك التقويم (الأثيوبي الشهير) فبداية العام الهجري الجديد 1440هـ صادفت لديهم غرة الشهر الأول من سنة 2011م ، أي أنَّهم مُتأخرون نحو 7 سنوات عن التاريخ العالمي 2018م بسبب طريقة الحساب هذه ، غيرهم الكثير من الثقافات البشرية التي تتباين طريقتهم في حساب التواريخ وأعداد السنين .
مع بداية كل عام تكثر النصائح حول وضع الخطط لتحقيق الأهداف كما هو الحال هذه الأيام مع بداية العام 1440هـ والعقد الجديد الذي يليه، الخُلاصة أنَّه مهما كان التباين واضحاً في نظام التاريخ الذي تحسب به (عمرك) هجري، ميلادي، شمسي.. إلخ، تذكر أنَّ حساب التاريخ بالأرقام (المُتفاوتة) لن يكون هو الفارق، فأهمية الأعمار لا تُحسب بعدد (السنين) بقدر ما تحسب بما تم إنجازه خلالها، ذاك هو (عُمرك الحقيقي).
وعلى دروب الخير نلتقي.