محمد المنيف
اعتماد الفنان على نفسه ليس جديدًا، وإنما هو حالة عالمية الحدوث؛ فليس هناك فنان التفت له المقتني إلا بعد أن أثبت وجوده بأعمال مقنعة، يجد فيها رجل التسويق ضالته.
لا نعني بهذا المقال امتناعًا عن الدعم الرسمي وأن لا يطالب الفنانون عامة والشباب خاصة بالاهتمام؛ فهو أمر طبيعي، وحق من حقوقهم على الجهات المعنية التي تطالَب بوضع برامج، يعد لها ميزانية، تغطي مطالبها من جوائز وتنظيم معارض في الداخل والخارج.. لكن الأمر أيضًا يحتاج إلى فهم متى وكيف يتم الدعم؛ فالجهات المعنية بالفنون والثقافة تحدد ميزانياتها حسبما تتطلبه البرامج، والبرامج تتوقف على وقتها المحدد على مدار العام. كما أن المملكة قارة مترامية الأطراف، ليس فيها مدينة أو محافظة أو منطقة إلا وبها مواهب شابة من التشكيليين والتشكيليات، نسمع أصواتهم الشاكية من قصور الدعم، وعدم وصول الدعوات لهم، أو لعدم وجود لجان أو جماعات تشكيلية معترف بها في مناطقهم؛ ولهذا فالاختيار لن يكون سهلاً لتعم الفائدة، والأعداد أكبر من أن تُحتوى في معرض أو مشاركة، قد تغفل أو تستبعد من له الحق أن يحظى بها كغيره. كما يحتاج الفنان إلى العمل الجاد في تطوير إبداعه؛ فقد شاهدت كثيرًا من الأعمال التي قدمت لبعض المعارض أو المسابقات، ولم تجد اللجنة المكلفة بانتقاء الأعمال للدخول في المسابقة ما يستحق الجائزة؛ وهذا ما يؤكد أن هناك من يدفع بلوحة أو منحوتة إما غير مكتملة، أو ضعيفة، يحتاج منفذها إلى تطوير إبداعه، واكتساب الخبرات، لا أن يدفع بها لعل وعسى.
وهذا ما نعنيه بأن يهتم الفنان التشكيلي، وخصوصًا المواهب الشابة، بإبداعهم؛ ليتجاوزا مرحلة التجريب إلى الثقة؛ ليكون لديهم حجة أمام أي لجان تعتمد في اختياراتها على معايير، تشتمل على العديد من النقاط المتعلقة بالقيم الفنية والموضوعية. أجزم بأن أي جهة رسمية، كوزارة الثقافة أو الهيئة العامة، تختار لها أسماء أصحاب خبرة طويلة في التحكيم والممارسة الفنية والتأهيل الأكاديمي.
على المواهب الشابة العمل الجاد المتواصل، والسعي لاكتساب الخبرات التي تؤهلهم للخوض في لجج المنافسات التي تحتاج لنفس طويل وصبر.