سعد الدوسري
بعد أن تداولتْ وسائلُ التواصل، حواراً مع أحد المتآمرين على أمن بلادنا، صار جلياً أنَّ الدين هو الأداة التي كانوا يتحركون من خلالها، بين مكونات المجتمع. وهل يستطيع أحدٌ أن يخالفَ الدين؟ خاصةً في مجتمعٍ لا يزال يتشكّل ثقافياً، ولم يُتَحْ له تحديد الفارق بينَ ما هو ديني، وما هو سياسي!!
لقد نجح هؤلاء المتآمرون في استغلال الدين لتعمية أبصار الناس، فأشغلوهم بسفاسف الأمور، وأبعدوهم عن الجوهر. ومعروف أنَّ هذا الجوهر يكشفهم ويعريهم، بل ويعاديهم، لذلك تعاملوا معه بشكلٍ انتقائي، يخدمُ مصالحهم، وجعلوه حصناً منيعا لهم ولأجنداتهم. وبهذا الأسلوب، اخترقوا العديد من المؤسسات الرسمية، ووسّعوا دائرة تأثيرهم، المتكئة أساساً على تغييب العقل وتحييد التدبير، ليتحول الأفراد إلى مستهلكين لكل منتجاتهم الفكرية وأنماطهم الحياتية، دون اعتراض أو نقاش، من باب أنها مستمدَّة من الكتاب والسنّة. ومن يعترض، فإن مصيره التصفية الاجتماعية!