سعد بن عبدالقادر القويعي
توعد وزير الشؤون الإسلامية، والدعوة، والإرشاد -الدكتور- عبد اللطيف آل الشيخ الخطباء، والوعاظ مثيري الفتن على المنابر بالمحاسبة، وأنه لم يعد هناك مجال للتسامح، وعلى الخطيب، أو الداعية المخطئ، والمتجاوز، إما الانضباط على المنبر، أو ترك المجال لغيره، يدل على أهمية حسن اختيارهما -ابتداء- بصحة أفكارهما، وسلامة المعتقد، والمنهج، ومعرفة المصادر الصحيحة؛ للتلقي، والاستدلال؛ من أجل بيان مقاصد الشرع، وأصول العقيدة على هدي، وتأصيل شرعي محكم القواعد، والأسس.
الارتقاء برسالة المسجد، والعمل على تجديد الخطاب الديني، وما يشوبه من إشكالات كثيرة، من مراعاة أحوال الناس، ومقتضى حالهم، واللغة التي تناسبهم، يعتبر مطلبا مشروعًا؛ حتى يتنزل كلام الدين على قلوبهم غضا طريا، يحقق هدفه المقصود، وأمله المنشود. كما يؤكد على أهمية موضوعية الاتكاء على اختيار الأسس العلمية، والذي سيكون لها الأثر الكبير في الفرد، والمجتمع؛ كونها من أبرز تلك الوسائل في نشر الإسلام، وتبليغ دعوته، وتعاليمه إلى عموم الناس.
درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وهذا يجعلنا نؤكد على ضرورة البعد عن كل ما يورث النزاع، والشقاق بين المسلمين، وترسيخ مفاهيم الوسطية، والاعتدال، وتحقيق الأمن الفكري، والدعوة إلى تفعيل دور المنابر، والتجدد بحسب المكان، والزمان، واستيعاب الاختلاف، والرأي، والرأي الآخر، وحماية المكتسبات الدينية، والوطنية؛ لتفنيد مزاعم المتطرفين، والجماعات الإرهابية، -إضافة- إلى احتواء الشباب، واحتضانهم، وفتح باب الحوار معهم، بعيدا عن التباين، والتطرف.
رسالة -الدكتور- عبد اللطيف آل الشيخ تستمد شرعيتها من نصوص القرآن الكريم، والسنة النبوية، وتتخذ من الوسائل الشرعية المتاحة سبيلا؛ لنشر كلمة الله بصوت العقل، والحكمة، والعلم الشرعي الصحيح في معالجة الأحداث، والتعاطي مع المتغيرات وفق مقتضيات العصر، ومتطلباته؛ باعتبارها الغاية التي ينشدها جميع العاملين في المؤسسات الدينية -العلمية منها والدعوية-.