حمد بن عبدالله القاضي
نعم إنه الانهزام العذب وهذا ليس خاصا بطيف من الناس بل إنه يهزم كل من عنده إحساس حتى أقوى الناس.
فهذا فيلسوف ألمانيا «نيتشه» الذي نادى بمبدأ القوة، ورأى أنها الطريق الأوحد لتحقيق السعادة. هذا الفيلسوف «الهرقلي» النزعة الذي آلى على نفسه أن يكون والقوة متلازمين، في لحظة واحدة عذبة تداعى كل هذا الجبروت، وخارت كل هذه القوة.
في «لحظة حب» تلاشى ما شيده من عروش فكره القوية عندما تعرف على الفتاة الإيطالية التي لا تقاوم أنوثة وثقافة وعذوبة لقد هزم سحر عينيها أسوار قوته وتعاليه.
وهذا البطل القائد «أنطونيو» انهزم أمام عيني قائدة الجيش المحارب له، وقد وصف الشاعر «أحمد شوقي» انكساره أمامها على لسانه:
«قدت الجحافل والبوارج قادراً
ما لي ضعفت فقادني جفناك؟»
إننا أقوياء بأعمالنا.. وأفكارنا أو نرى أنفسنا كذلك.
ولكننا سرعان ما ننهزم أمام مشاعرنا وآلامنا.
حتى آمالنا كثيراً ما تهزمنا أو تخذلنا..!
***
=2=
الأنظمة المعقدة.. هي المسؤولة عن الفساد وعدم الإنجاز.
** هذه المقولة ليست لي، وليست لمنظر إداري يطرح المثاليات، ولكنها لرجل مارس العمل الإداري ونجح، بل تفوق فيه. إنه غازي القصيبي رحمه الله وأنا أضفت عليها « وعدم الإنجاز».
مقولته هذه صائبة وصادقة فكلما كانت الأنظمة معقدة يصعب تطبيقها كثرت أنماط الفساد من رشاوي ومخالفات وسوء إدارة!
وهذا بالطبع ينعكس على تأخر الإنجاز وإتعاب المراجعين وطرد المستثمرين، وفي النهاية عدم القدرة على الإنجاز الذي يطمحون إليه ويتطلع له المتلقون لخدمات مؤسستهم.
وقد وفقت الحكومة ومجلس الشورى بتعديل بعض الأنظمة. ودعوة لمراجعة بقية الأنظمة وتعديلها، أو سنّ أنظمة بديلة عنها.
«النظام المرن» نفي للفساد وحفز على الإنجاز.
***
=3=
آخر الجداول
«هو العام يْشعل شمع الضيا
تعالوا نمدًًًّ إليه اليدا
ولا نسأل اللحن كيف انتهى
ولا تسألوه لماذا ابتدا»
/ فدوى طوقان
*كل عام وأنتم بهناء ووطننا بأمان