فهد بن جليد
هل يمكن أن تحضر حفل زواج (برسوم) تدفعها للعريس أو العروس؟ الأمر بهذه الصيغة يبدو مستهجنًا، وغير منطقي، ولكن الحقيقة أنك تتحمل غالبًا تكاليف متنوعة ومختلفة لحضور حفلات الزواج دون أن تعلم أو تشعر؛ وذلك تبعًا لعادات وتقاليد وثقافات وقناعات، إما على شكل تقديم (عانية أو مساعدة) بالنسبة للرجال، أو على أقل تقدير دفع المدعوات تكاليف هدايا للعروس ومصاريف إضافية مقابل زينتهن والفساتين الجديدة التي يرتدينها في ليلة الزفاف.
العروس الكندية (سوزان) كانت أكثر صراحة من غيرها؛ لذا خاضت (تجربة فاشلة) بعدما أقنعها بعض الأصدقاء بجعل حفل زفافها أسطوريًّا وفخمًا، وتغطية تكاليفه الإضافية من جيوب الحضور بفرض رسوم عليهم بمقدار (1100 دولار) فقط للشخص. طبعًا (سوزو) «ما صدقت خبر»؛ فزفافها سيكون (غير شكل)، وعلى حساب المعازيم، وقامت بتوزيع رقائع ورسائل الدعوة على هذا النحو ممهورة بعبارة (والعاقبة لكم بالمسرات, يشترط دفع 1500 دولار كندي لمن يرغب في تشريفنا بحفل الزفاف), إلا أن الخطة فشلت عندما غضب المعازيم، ورفضوا الحضور بحجة أن العروسَيْن يستغلانهم لجمع المال. (سوزو) المسكينة ألغت حفل زفافها هذا الأسبوع, واكتفت بجعله (عائليًّا)؛ حضره لفيف من الأهل والأصدقاء ممن كانوا سيدفعون في كل الأحوال إسهامًا في تكاليف حفل زفافها. الرواية دائمًا على ذمة موقع Oddity Central.
مساعدة العروسين على إكمال مشروعهما, والإسهام في إعانة العريس، ودعمه لفتح بيت وتكوين أسرة جديدة، من آكد صور التكافل الاجتماعي التي نفخر ونعتز بها دومًا، ونتمنى أن لا تنقرض أو تغيب عن مجتمعنا, ولكن التسابق والتباهي من البعض في تقديم (عانية فلكية) أمام أعين الناس (سيارة، رحلة سفر، قطعة أرض، مبلغ مالي فوق المعتاد) قد يخرج بهذه العادة الجميلة من دورها التكافلي بالإسهام في تحمُّل نفقات الزواج إلى مساحة أخرى لتنافس يثقل كاهل العريس وعائلته في رد (عانية مماثلة) يوم زواج مقدمها أو أحد أقاربه, وكأنها (رسوم مستردة) للتباهي والتفاخر بحضور الزواج فقط لا لدعم ومساندة العريس في بداية حياته الجديدة.
وعلى دروب الخير نلتقي.