د. محمد عبدالله الخازم
لايهم إن كنت أشجع الأهلي أو الاتفاق، فمحاولاتي هنا ليست رياضية وإنما هي تنبع من اهتمامي بالسياسات التنموية والعمل الأهلي وتطوير الكوادر البشرية. وأضيف بأن موضوع اليوم ذو شجون وذكريات، كما سترون. كتبت عام 97 تقريباً مقترحاً بتأسيس أكاديمية الأمير فيصل بن فهد للعلوم الرياضية وأسميتها كذلك احتفاءً بقيادته للعمل الرياضي - رحمه الله ولم يتم تبني الفكرة لأن الرياضيين همهم الركض خلف الكرة وضجيج المدرج، ووهج القيادات الرياضية و هي أسباب لا تزال مستمرة وتتسبب في وأد كل فكرة خارج ذلك الصندوق. كررت المقترح بعد وفاته كرمز وفاء لذكراه ومرة أخرى لم يلتفت لها رغم أن مجلس الغرف التجارية استعد بتكاليفها مادياً. واستمرت الفكرة تدور في ذهني، أكرر الكتابة عنها كل ما سنحت الظروف.
اليوم أسعدني إعلان النادي الأهلي تأسيس معهد النادي الأهلي للعلوم الرياضية. هي مغامرة تقديم عمل خارج إطار الصورة النمطية التي أعتادها القطاع الرياضي المحلي و تحسب إيجابياً لقيادات النادي الشابة. هذا المعهد يهدف - وفق ما نشر- لصقل المواهب الرياضية في كافة الألعاب والمجالات الرياضية بمختلف أنواعها ويستهدف المنتسبين للنادي من لاعبين قدامى وحاليين في عدة مجالات أهمها التحكيم ، علاج الإصابات، التسويق، الإدارة -الإعلام -التدريب، إلخ، وذلك بالشراكة مع الاتحاد الهولندي في مقر النادي الأهلي بمدينة جدة. تطوير الكوادر البشرية في المجالات الرياضية بشكل تطبيقي يختلف عن التأهيل النظري باقسام وكليات التربية الرياضية وهذا ما كنت أطالب به واقترحت أن يكون بالتنسيق مع الأندية الرياضية وهي مجال خصب للمجال العملي والتطبيقي. وهو يصب في تأهيل العاملين في المجال الرياضي ومنهم اللاعبين والممارسين بعد اعتزالهم اللعب كأحد مفاهيم المسؤولية الاجتماعية تجاه اللاعبين.
مشروع النادي الأهلي وطني الصبغة، له عوائده الاجتماعية قبل المادية لو أحسن النادي تسويقه ضمن فكرة مؤسسة تدريبية غير ربحية تجد الدعم من وزارة الشؤون الاجتماعية وصندوق الموارد البشرية وصندوق التنمية البشرية أو بتسويقه كبرنامج/ مؤسسة تعليمية/ تنمية بشرية يستقطب رعايات شركات مهتمة بالمسؤولية الاجتماعية كشركات البترول والكيماويات والطيران والبنوك وغيرها. لست هنا أضع تصورات بل أكتب ذلك من واقع خبرة بالتدريب ووجود نماذج مشابهة ومزدهرة في مجالات غير رياضية، نتجنب ذكرها لمحاذير إعلانية ولضيق المساحة.
هيئة الرياضة يبين وعيها ويتضح فيما إذا كانت تدرك مفاهيم المسؤولية الاجتماعية من خلال دعمها مثل هذه المشاريع. المطلوب منها. 1- دعم التأسيس وتسهيل مهام النادي لدى الجهات ذات العلاقة كالتعليم مثلاً، 2 - تقديم منح تدريبية لمنسوبي الرياضة والأندية للالتحاق بهذه الأكاديمية و3 - الاعتراف بمخرجات المعهد ودعم توظيفها في مختلف الأندية والمرافق الرياضية. بدلاً من دعم الرياضيين بالمال يمكن دعمهم بمنح دراسية و تدريبية في الأكاديمية، كما يحصل في التعليم الأهلي.
شكراً للنادي الأهلي وأرجو أن يكون مشروعاً يعكس مسماه، معهد للعلوم الرياضية، وليس مجرد أكاديمية إعداد وصقل المواهب. صقل المواهب فكرة تقليدية سبق أن قدمها النادي ضمن مدرسة البراعم وأرجو فصلها عن معهد العلوم الرياضية.