سامى اليوسف
عندما تتولى منصبًا فإنك تحرص - إن كنت تروم النجاح - على إحداث الفارق في أيامك الأولى؛ لتثبت لإدارتك العليا أو مرجعيتك، وللمتابعين لك عن كثب، أنك تقدم بوادر عمل مختلف عمن سبقك، قبل أن تقول بعدها هاؤم اقرؤوا إنجازاتي.
المتتبع لحضور رئيس نادي النصر سعود السويلم في مدونة «تويتر» عبر تغريداته يقرأ جيدًا أن الرجل لا يحرز أي تقدم أو يسجل أي اختلاف يُذكر؛ فالرئيس يصدم متابعيه من غير النصراويين بتغريدات تلمز وتغمز في قناة نادي الهلال، وأنصاره خاصة، بلا مبرر منطقي؛ فتارة بالتهكم أو السخرية، وبلغة غير لائقة، تعزز التعصب والاحتقان، وتعيد لنا مسرحية (انقلوا ملعب كرتنا إلى المدرج). أرجو أن يهتم الرئيس النصراوي بشؤون فريقه وألعاب ناديه التي تحتاج إلى عمل متواصل ومنتظم، ورغبة قوية، وقدرة على إحداث التغيير؛ فالزمن تبدل، ولم تعد إثارة مثل هذه المناكفات وسيلة للتغطية على القصور في بعض الملفات التي تفشل الإدارات في حلها أو التعامل معها بنجاح. ولعل الشارع الرياضي ما زال ينتظر توضيحًا مقنعًا لقصة الحقوق المالية للمحترف العماني سهيل، ونتائج التحقيق في قضية دخول الصحفي «النكرة» غير المرغوب فيه.
ثقافة الكراهية ونبذ الآخر واستغفال المتلقي ولَّى زمانها بلا رجعة؛ فأصغر المتابعين للشأن الرياضي في مواقع التواصل الاجتماعي بات أكثر اطلاعًا ووعيًا، بل يمتلك الحقيقة، ويبرع في التحليل والربط بين الأحداث بذكاء في ظل انسيابية المعلومة.
محاولة إرجاعنا إلى المربع الأول بالإصرار على لعب كرة القدم السعودية في المدرج تعيدنا إلى الوراء أبعد مما سبق قبل مجيء معالي تركي آل الشيخ. معيار النجاح دومًا يستند إلى مقدرتك على إحداث الفارق والتغيير، وبخلاف ذلك ستكرر أفكار مَن سبقوك نفسها، وأفعالهم، وستبقى محلك سر.
أخيرًا، أتمنى أن تكون الجهات القضائية في اتحاد الكرة أكثر جرأة في فرض هيبة القانون وعدالة النظام ضد من يتطاول على الآخر بمفردات أو لغة تعزز التعصب والاحتقان بممارسة صلاحيتها وفق اللائحة المعتمدة لفرض النظام.
فاصلة
بذور التعصب الضارة يزرعها الإداريون، وتسقيها البرامج والصحافة الصفراء، ولا يتضرر من نتاجها إلا الجمهور والمجتمع.