عبدالله العمري
أساس أي منافسة في العالم هي أن يكون فيها عدل ومساواة بين جميع المتنافسين فيما بينهم، وهذا أمر اعتاد عليه ويعرفه الجميع، وتقوية ناد ما على ناد آخر يعتبر فيه سقوط للعدالة بين الأندية جميعها.
لذا فالأصوات التي تطالب بتوقف منافسات دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين خلال فترة إقامة بطولة كأس أمم آسيا للمنتخبات التي ستُقام بالعاصمة الإماراتية أبوظبي في الفترة من 5 يناير وحتى 1 فبراير هو أصوات منطقية وواقعية جداً لأسباب كثيرة وتعتبر مقنعة ومن أبرزها هو أن منافسات البطولة ستمتد إلى أكثر من ثلاثة أسابيع في حال تأهل منتخبنا بإذن الله إلى أدوار متقدّمة بالبطولة، مما يعني أن لاعبي منتخبنا سيغيبون عن خمس جولات تقريباً من منافسات الدوري المحلي، وبهذه الحالة سيكون الهلال هو أكبر المتضرّرين لأن لاعبيه يشكلون الغالبية الكبرى من تشكيلة منتخبنا السعودي، علاوة على وجود ثلاثة من لاعبيه الأجانب من قارة آسيا وسيشاركون مع منتخباتهم أيضاً بالبطولة، والضرر أيضاً سيقع تباعاً على بعض الأندية ولكن بنسب متفاوتة، وعلى النقيض تماماً هناك بعض الأندية ستكون مستفيدة لسبب أنه لم يضم من صفوفها أي لاعب لتشكيلة المنتخب السعودي.
ومن هذا المنطلق فقرار استمرار منافسات الدوري بدون اللاعبين الدوليين سيكون فيه تغييب تام للعدالة بين الأندية، بل فيه منح بعض الأندية امتيازات أخرى ومكافأة لها على أنها لم تقدّم أي لاعب منها لتشكيلة الأخضر السعودي، بينما نعاقب الأندية التي تقدّم لاعبين للمنتخبات الوطنية.
كما أن من أبرز الأسباب الداعية لضرورة توقف منافسات الدوري بعيداً عن أننا كوننا ظلمنا أندية على حساب أندية أخرى، هو أن بطولة أمم آسيا للمنتخبات تعد واحدة من أهم وأبرز البطولات القارية لمنتخبنا السعودي، فكيف تلعب منافسات دورينا وسط زخم وصخب وإثارة بطولة قارية كبطولة أمم آسيا، فالأنظار وقتها والإعلام والقنوات الفضائية ستكون بلا شك مسلطة بالكامل على أحداث كاس أمم آسيا وبشكل كبير جداً، ولن يحظى دورينا بالمتابعة الإعلامية الكبيرة المتوقّعة والتي ينشدها المسؤولون لدينا وتحدثوا عنها كثيراً قبل بداية الموسم الحالي، فطالما أننا نبحث ونسعى لجعل دورينا ضمن أفضل 10 دوريات بالعالم فيجب أن نقدّمه للإعلام الخارجي بصورة أفضل لكي يحظى بمتابعتهم، وهذا الأمر لن يحدث أبداً في ظل لعب دورينا متزامناً مع بطولة قارية وقوية ككأس أمم آسيا للمنتخبات.
وختاماً ما زلت أجهل سبب صمت رابطة الدوري السعودي للمحترفين وهي الجهة المعنية بحفظ حقوق الأندية والدفاع عنها، وهي تشاهد أن هناك ظلماً سيقع على بعض الأندية التي تقع تحت مظلتها، إذ لم يخرج منها أي تعليق أو بيان على هذه القضية المهمة والتي تحظى بمتابعه من الوسط الرياضي السعودي بكافة شرائحه...؟!