يوم الأحد الموافق الأول من هذا الشهر شهر الحج لعام 1439 هجري في أول أيام عشر ذي الحجة المباركات كان يومًا مختلفًا لدى من وصله خبر العفو عن قاتل ابنه في محافظة رابغ في ساحة القصاص قد أوقف تنفيذ الحكم بالعفو، يا لها من مبادرة عظيمة... محمد بن دواس البلادي يعفو عن قاتل ابنه بدون مقابل بعد أن عرضت عليه الملايين من أجل أن يعفو ولكن هذا الوقور صاحب الخلق الرفيع الرجل المتواضع النبيل آثر ما عند الله من الفضل وهو فضل إعتاق رقبة في سبيل الله ورغم أنه لا يملك من حطام الدنيا إلا القليل وعرضت عليه الملايين، خمسون مليونًا ولكنه ترك كل هذا. عفا عن قاتل ابنه بدون مقابل مع أننا في زمن الماديات والعفو لم يكن بيوم من الأيام من أجل دنيا أو مظاهر زائلة وإنما هي شيمة وقيمة لا تقدر بثمن فما عند الله خير وأبقى».
ضرب هذا أروع الأمثلة في التسامح والعفو جزاه الله خير الجزاء وكتب له الأجر والثواب وجعل ذلك في موازين حسناته... مثل هذا يجب أن يكرم من الجميع ويحتفى به في المناسبات ومثل هذا يجب أن يقتدى به هذا هو القدوة الحسنة ونعلم تمام العلم أن ولاة الأمر والمجتمع السعودي كافة حريصون على تشجيع وتكريم من قام بعمل جليل أي عمل ناهيك عما قام به محمد دواس البلادي من إعتاق رقبة قاتل ابنه دون مقابل قال الله تعالى: {فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13)} (البلد:11- 13) وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «أَيُّمَا امْرِئ مُسْلِمٍ أَعْتَقَ امْرَأً مُسْلِمًا اسْتَنْقَذَ اللهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْواً مِنْهُ مِنَ النَّارِ». متفق عليه. والعفو والمرؤة والوفاء مكارم باقية بين الناس إلى يوم القيامة أدام الله الأمن والأمان ووفق قيادتنا لكل الخير والله من وراء القصد...