يوسف المحيميد
حين يقول وزير الخارجية اليمني بأنه مستعد للذهاب إلى أبعد من جنيف لتخفيف معاناة اليمنيين، خصوصاً في المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية. فهو يشير إلى أن الميليشيا والتي تضاءلت سيطرتها على كثير من المناطق، لا تدير الصراع بيدها، وإنما بيد المشروع التوسعي الإيراني في المنطقة، فجانب الحكومة الشرعية الذي يسيطر على معظم اليمن، ومع ذلك لديه استعداد للجلوس إلى طاولة الحوار، هو جانب عقلاني يجيد فن الدبلوماسية، ويمتلك قراره السياسي بنفسه، دون هيمنة أو إملاءات خارجية من أحد، ولو كان الطرف الإنقلابي الآخر يمتلك قراره لانتهت أزمة الحرب مبكرًا.
إن الإشكالية الحقيقية في الملف اليمني هي أن الحكومة الشرعية في البلاد تتعامل مع طرف غوغائي فوضوي لا يدرك مدى الكارثة التي أوقعها بحق الشعب اليمني، والجريمة الإنسانية التي أدخل اليمن فيها، من تدمير البنى الأساسية، وتجويع الأسر اليمنية بعمليات الاختطاف والاعتقال لأفرادها، خاصة أن آلاف الأسر تعاني من فقد من يعيلها بسبب اختطافهم واعتقالهم في سجون الميليشيا الحوثية دون أسباب واضحة.
إن عدم شعور العالم بأزمة اليمن الإنسانية، وعدم تفاعل المجتمع الدولي معها، سيزيد الأمور سوءًا، ويطيل أمد الحرب والهلاك، مع فقد اليمن مواردها المالية، وتعاظم مأساتها الإنسانية، ولن يزيد تعنت هذه الميليشيات اليمن إلا جهلا وخرابا، وهو ما يحدث الآن، وهو ما يوجب ضرورة حراك المجتمع الدولي بهيئاته ومنظماته، وبشكل جاد وفاعل، لإنهاء هذه الحرب، وتخفيف معاناة الشعب اليمني الشقيق.