إبراهيم عبدالله العمار
هل سمعت بمصطلح الجماعة الخاصة؟
إنك تنتمي لعدة جماعات، حتى لو لم تعرف! مصطلح الجماعة الخاصة أو الداخلية In-group وضعه علماء النفس الاجتماعي ليقصدوا أي مجموعة تنتمي لها. الجماعة العامة أو الخارجية هي الجماعات الأخرى. كل الناس ينتمون لجماعات داخلية كثيرة، فأنت قد تكون أباً فتكون من جماعة الآباء أو قد تكونين ابنة فترين نفسك في مجموعة البنات، في مواقف قد ترى أنك مسؤول إداري وقد ترين أنك في مجموعة المعلمات، في نقاشات أخرى ترين أنكِ من فئة العربيات أو ترى نفسك في فئة مالكي سيارة معينة، لذلك يتغيّر تعريفك لهويتك كثيراً من ظرف لظرف، حسب الموقف، أثبتت الدراسات أن الناس سيدفعون مالاً كثيراً لينتموا لجماعة خاصة، ولهذا يدفع الناس أموالاً طائلة لينضموا لنوادٍ اجتماعية حتى لو لم يستخدموا مرافقها، ومن أمثلة ذلك أن شركة أبل صرفت مئات الملايين من الدولارات في الإعلانات لتربط صورة جماعة مالكي ماكنتوش بالأناقة والذكاء.
عندما نرى أنفسنا جزءًا من أي جماعة مثل نادٍ خصوصي أو مجموعة مستخدمي حاسب إلخ، فإن نظرات بقية الناس في هذه المجموعة تتسلل إلى تفكيرنا وتغيّر الطريقة التي ننظر بها للعالم. يسمي علماء النفس هذا «مبادئ المجموعة». إذا نظرنا لأنفسنا أننا جزء من جماعة فإن هذا آلياً يجعل كل شخص إما معي أو ضدي، وهنا الخطر الخفي.
إنك قد لا تحب الناس عموماً لكن رغم هذا فإن ذاتك اللا شعورية تميل لأن تفضّل أبناء جماعتك الداخلية. في إحدى الدراسات سُئل الناس أن يقيموا استحسانهم لأناس ينتمون للمهن التالية: طبيب، محامي، نادل، حلاق (التقييم من 100). الدراسة أجريت على أناس ينتمون لهذه المهن الأربع. كل جماعة قيّمت استحسانها للمهن والجماعات الثلاث الأخرى بتقييم يقارب 50 من 100، وقيّموا تفضيلهم للناس الذين ينتمون لمهنتهم بقرابة 70. هذه ستكون لها نتائج مقاربة لو صُنِعَت هنا أو أي مكان آخر، وتُظهر كيفية عمل عقولنا مع مفهوم الجماعة.
أما الطريف فإن الاستثناء في تلك الدراسة كانت فئة المحامين، الذين قيموا المحامين أنهم يروقون لهم بنسبة 50 %، وسبب هذا يبدو أن المحامين هم الفرقة الوحيدة من تلك الأربع التي دائماً تنازع آخرين من نفس الجماعة (في المحاكم)، مما يجعل جماعة المحامين داخلية وخارجية في نفس الوقت!